(تصريح ما لتضمن الصفة) أى : طويل (الضمير) الراجع إلى الموصوف ضرورة احتياجها إلى مرفوع مسند إليه ؛ فيشتمل على نوع تصريح بثبوت الطول له ، والدليل على تضمنه الضمير أنك تقول : هند طويلة النجاد ، والزيدان طويلا النجاد ، والزيدون طوال النجاد ؛ فتؤنث ، وتثنى ، وتجمع الصفة البتة لإسنادها إلى ضمير الموصوف ، بخلاف : هند طويل نجادها ، والزيدان طويل نجادهما ، والزيدون طويل نجادهم. وإنما جعلنا الصفة المضافة كناية مشتملة على نوع تصريح ، ولم نجعلها تصريحا للقطع بأن الصفة ...
______________________________________________________
من شائبة التصريح بالمعنى المقصود وهو المكنى عنه ، فقول الشارح : لا يشوبها شىء من التصريح أى : بالمعنى المقصود تفسير لقوله ساذجة وإنما كانت خالية من شائبة التصريح بالمعنى المقصود ؛ لأن الفاعل بطويل هو النجاد لينتقل منه إلى طول قامة فلان (قوله : تصريح ما) أى : نوع تصريح بالمقصود الذى هو طول القامة المكنى عنه فلذا كانت كناية مشوبة بالتصريح (قوله : لتضمن إلخ) أى : وإنما كان فيها تصريح ما لتضمن الصفة التى هى لفظ طويل الضمير الراجع للموصوف لكونها مشتقة والضمير عائد على الموصوف فكأنه قيل : فلان طويل ولو قيل ذلك لم يكن كناية ، بل تصريحا بطوله الذى هو طول قامته ولما لم يصرح بطوله لإضافته للنجاد وأومئ إليه بتحمل الضمير كانت كناية مشوبة بالتصريح ولم تجعل تصريحا حقيقيا.
(قوله : ضرورة احتياجها إلى مرفوع مسند إليه) أى : لمشابهتها للفعل فى الاشتقاق ، والفعل محتاج إلى مرفوع مسند إليه فإن كان موجودا فى اللفظ فذاك ، وإلا فهو ضمير مستتر فكذلك الصفة (قوله : فيشتمل على نوع تصريح بثبوت الطول له) أى : وفى ذلك تصريح ما بالمكنى عنه وهو طول القامة (قوله : والدليل على تضمنه الضمير) أى : تضمن طويل ولو قال تضمنها أى الصفة كان أولى إلا أن يقال الضمير فى تضمنه للصفة وذكر الضمير باعتبار أنها وصف أى والدليل على تضمن تلك الصفة للضمير وتحملها له وأنه فاعل لها لفظا ، لا أنها مضافة لفاعلها لفظا ، بل لفاعلها فى المعنى أنك تقول : هند طويلة النجاد بتأنيث الصفة نظرا لهند والزيدان طويلا النجاد بتثنيتها نظرا للزيدين والزيدون طوال النجاد بجمعها نظرا للزيدين فقد أنثنا الصفة وثنيناها وجمعناها