كقوله :
أسد علىّ وفى الحروب نعامة (١)
أى : مجترئ صائل علىّ ، وكقوله :
______________________________________________________
حينئذ ، والجامد لا يتعلق به الجار والمجرور (قوله : كقوله : أسد علىّ) أى : كقول عمران ابن قحطان مفتى الخوارج وزاهدهم ـ خطابا للحجاج توبيخا له أى : أنت أسد علىّ وأنت نعامة فى الحروب.
فعلى متعلق بأسد لكونه بمعنى مجترىء صائل ، وفى الحروب متعلق بنعامة لكونه بمعنى جبان ؛ لأن النعامة من أجبن الحيوانات ، وتمام البيت :
فتحاء تنفر من صفير الصّافر
والفتحاء بالحاء المهملة والمد : المسترخية الجناحين عند النزول والمراد من قوله تنفر من صفير الصافر : أنه يترعج من مجرد الصدى. وبعد البيت المذكور :
هلا برزت إلى غزالة فى الوغى |
|
بل كان قلبك فى جناحى طائر |
الخطاب فى برزت للحجاج ، وغزالة هى امرأة شبيب الخارجى ، وكان يضرب المثل بشجاعتها ، نقل أنها هجمت الكوفة ليلا فى ثلاثين فارسا ، وكان الحجاج فى الكوفة وصحبته ثلاثون ألف مقاتل ، فخرج هاربا بهم فصلّت صلاة الصبح فيها وقرأت فى تلك الصلاة سورة البقرة (قوله : أى مجترئ) تفسير للمعنى المجازى المشبه بالأسد ؛ وذلك لأن أسدا لا يصح تعلق الجارّ والمجرور به ، إلا إذا كان فيه معنى الفعل ولا يكون فيه معنى الفعل إلا إذا قصد منه الاجتراء ، والاجتراء لا يكون مقصودا منه إلا إذا استعمل فيه مجازا ، وأما عند استعماله فى المعنى الحقيقى فلا يقصد منه الاجتراء وإن كان الاجتراء حاصلا وفرق بين حصول الشىء قصدا وحصوله من غير قصد. نعم ، يمكن أن يقال من طرف المصنف : إن الجار والمجرور متعلق بالأداة لما فيها من معنى الفعل وهو أشبه
__________________
(١) هو لعمران بن قحطان مفتى الخوارج ، شعر الخوارج ٦٤ ، اتجاهات الشعر فى العصر الأموى [ط دار الثقافة العربية] ص ١٩٠.