السيئة ، ثم إذا لم تنفعهم الحسنة أو السيئة يأخذهم بغته ، وان الايمان والتقوى يفتحا بركات السماء عليهم ، ولكن هل يأمن أهل القرى بأس الله ومكره؟! ان عليهم ان ينظروا كيف يهلك الله قوما ، ويستخلفهم بقوم آخرين (٩٤).
كذلك جاء موسى بالآيات لملأ فرعون الذين ذكروا بها ، وانتهت حياتهم الفاسدة ، وذكرهم موسى بالحق ، وطالبهم بتحرير بني إسرائيل ، فطالبوه بآية (فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) ، وأراهم يده البيضاء ، ولكنهم رموه بالسحر واتهموه بتهديد الأمن ، وسجنوه ، وجمعوا السحرة ، وأغروهم بالسلطة والمال فسحروا أعين الناس ، ولكن عصا موسى ابتلعت سحرهم ، فآمن السحرة وانقلبوا صاغرين ، وعذّب فرعون السحرة المؤمنين فصبروا ، وطالب الملأ فرعون بعقاب موسى فتوعد فرعون موسى ، ولكن قوم موسى استعانوا بالله وصبروا انتظارا لوراثة الأرض ، فأخذ الله آل فرعون بالسنين والمصائب ، ولكنهم نسبوا الحسنة الى أنفسهم والسيئة الى موسى ، واستكبروا عن الايمان وتظاهروا بالايمان عند السيئة ، وكفروا عند الحسنة ، فانتقم الله منهم فأغرقهم ، وأورث الله الأرض الذين كانوا يستضعفون ، ودمر فرعون وقومه (١٠١).
ويستمر السياق القرآني في بيان الطرح البشري بين فريقي المهتدين والضالين الى الآية (١٥٦) حيث يحدثنا عن مجمل قصص موسى مع قومه.
ويحدثنا السياق عن الرسالة الجديدة التي جاءت محررة للبشرية من أغلالها النفسية والثقافية وذلك على يد النبي الأميّ المبشر به في الكتب السابقة ، والتي هي رسالة جميع البشر (١٥٧).
ويعود السياق الى امة موسى وأقسامها واخطائها ومنها : عدم تناهيهم عن المنكر في قصة السبت ، وكيف مسخوا قردة ، وكيف تركوا الدين بالرغم من أن