والسابع : أنه يكثر حذف خبرها إذا علم ،
نحو : (قالُوا لا ضَيْرَ) [الشعراء : ٥٠] ، (فَلا فَوْتَ) [سبأ : ٥١] ، وتميم لا تذكره حينئذ.
الثاني
: أن تكون عاملة عمل «ليس» ،
كقوله [من
مجزوء الكامل] :
١٩٦ ـ من صدّ عن نيرانها
|
|
فأنا ابن قيس
لا براح
|
وإنما لم
يقدّروها مهلة والرفع بالابتداء ، لأنها حينئذ واجبة التّكرار ، وفيه نظر ، لجواز
تركه في الشعر.
و «لا» هذه تخالف «ليس» من ثلاث جهات :
إحداها
: أن عملها قليل ، حتى ادّعي أنه ليس بموجود.
الثانية : أن ذكر خبرها قليل
، حتى إن الزجّاج
لم يظفر به فادّعى أنها تعمل في الاسم خاصة ، وأنّ خبرها مرفوع ، ويردّه قوله [من
الطويل] :
١٩٧ ـ تعزّ فلا شيء على الأرض باقيا
|
|
ولا وزر ممّا
قضى الله واقيا
|
وأما قوله [من
الطويل] :
١٩٨ ـ نصرتك إذ لا صاحب غير خاذل
|
|
فبوّئت حصنا
بالكماة حصينا
|
فلا دليل فيه
كما توهّم بعضهم ؛ لاحتمال أن يكون الخبر محذوفا و «غير استثناء.
الثالثة
: أنها لا تعمل إلا في النكرات ، خلافا لابن جني وابن الشجري ، وعلى ظاهر قولهما جاء قول النابغة [من الطويل] :
١٩٩ ـ وحلّت سواد القلب لا أنا باغيا
|
|
سواها ولا عن
حبّها متراخيا
|
وعليه بنى
المتنبي قوله [من الطويل] :
__________________