حضارتكم.
ان كل امة بحاجة الى رسالة ، وكلما كانت هذه الرسالة أقرب الى الحقيقة كانت الامة أقوى وأجدر بالنهوض ، ورسالة الامة الاسلامية فيها تلاوة آيات الله التي تعني تنبيه الإنسان الى الله ، وتعميق روح الايمان فيه كقاعدة ثابتة لبناء كيان الامة التوحيدي.
وبعد التوحيد عن طريق توجيه الإنسان الى آيات الله ، تأتي مرحلة التربية الرسالية (ويزكيكم) لتصفية النفس من سلبياتها ، من الفردية ، من الجهل ، من العجلة ، من الجبن ، من ضعف الارادة .. وضعف الهمة و.. و.
ان الامة التي لا تستطيع ان تتغلب على سلبياتها الخلقية ، لا تستطيع ان تنتفع بالشرائع والنظم ، وان تفوق الامة في الارادة ، والتزامها الواعي شرط اساسي لتطبيق اي نظام أو قانون.
وفي المرحلة الثالثة تحتاج الامة الى نوعين من الانظمة. نوع ثابت يسميه القرآن بكتاب ، ونوع يتطور وفق الزمان يسميه بالحكمة حسب ما يبدو لي.
هذه هي الشروط الثابتة لبناء اية امة ، وقد استوفت الرسالة الإلهية كل هذه الشروط وزيادة ، حيث فتحت امام الامة آفاقا جديدة من العلم.
(وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) وعلينا ان نتذكر هذه الرسالة باستمرار ، ونتذكر حاجتنا إليها وفائدتها لنا.
[١٥٢] ولذلك علينا ان نشكر الله على نعمة الرسالة حتى ينفعنا الله بها ، ونشكر الله عليها ليزيدنا نورا فيها ، ولا نكفر بهذه النعمة التي منّ الله بها علينا ، فالنعمة التي تكفر تزول.