وان تحريفه يضربهم ، ولكنهم يحاولون منع اية حقيقة عن الناس حتى لا تصبح مادة احتجاج عليهم في الواقع ، ولكي لا تكتشف فضائحهم. ولكن القرآن يفضحهم ويقول
(وَإِذا خَلا بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ قالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ)
من العلم.
(لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ)
[٧٧] (أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ)
وانه سوف يفضحهم عاجلا أم آجلا.
ان هذه هي حالة الطائفة الذين من المفروض ان يكونوا الموجّه الديني لبني إسرائيل ، أنها تتردى الى الحضيض السافل ، حيث تتفق كلمتهم على تجهيل الناس للسيطرة عليهم وابتزازهم واستغلال سذاجتهم. وهذه اخطر ما يمكن ان يهبط اليه مستوى امة رسالية كبني إسرائيل ، حيث تتحول مراكز توجيههم وهدايتهم الى بؤر لنشر الجهل والضلالة.
ويبدو من الآية الكريمة. وآيات قرآنية أخرى : أن تحريف الكتاب قد تم عند اليهود بصورة منظمة وواعية ، وبتخطيط شامل. وهكذا يحدثنا التاريخ أن علماءهم حين لم يجدوا ـ من جهة ـ إقبال الناس على دينهم. وازداد ـ من جهة ثانية ـ ضغط السلطات عليهم ، حرّفوا الدين بما يتناسب والخرافات المنتشرة بين الناس. وحذفوا منه البنود التي تعارض السلطات ، وأضافوا اليه افكارا استسلامية مثل ما لله لله. وما لقيصر لقيصر. وانما أرادوا ـ بذلك ـ تكثير عدد الأنصار حولهم ، ورفع غائلة الظلم عن أنفسهم.