وحين الصلاة تهجم عليك وساوس الشيطان لتبعدك عن الاتصال بالله فتراك تركز نظرك في الله والشيطان يصرفك الى اي شيء أخر غير الله. الى الدراسة الى التجارة الى مشاكل البيت و.. و.. ولا تزال في حالة حرب حتى تنتهي الصلاة وهكذا سمي محل اقامة الصلاة (محرابا) لأنه فعلا موقع حرب.
وهكذا تكون الصلاة تجربة للارادة وممارسة لها ، بالاضافة الى انها تقربك الى الله رب كل شيء مما يشيع في نفسك الثقة لمقاومة أسباب الضعف من الخوف والرغبة.
والصبر ومن مظاهره العملية الصيام وهو الآخر ـ تجربة للارادة ـ فهو يدع الإنسان يتطلع للمستقبل ولا يفكر في حاضره فقط والصبر بما يمثل من تطلع الى المستقبل بما فيها من ثقة بالله ، قوتان هائلتان يجب الاستعانة بهما.
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ)
لمقاومة ضعفنا الداخلي ، ولكنّ الاستعانة بالصبر والصلاة ، صعبة هي الاخرى فكيف نصبر وكيف نصلي؟ الجواب : علينا ان نخشع ونذلل غرور أنفسنا وكبريائها الكاذب ، بالتفكر الدائم في الآخرة حيث نتصور أنفسنا وقوفا امام الله في المحكمة الكبرى ، حيث «لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ». ان الخشوع يدفعنا الى الصبر والصلاة ، لذلك قال الله :
(وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ)
[٤٦] والخشوع بدوره ياتي من (تصور) المعاد :
(الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ)