(أو التشويق إلى ذكر المسند إليه) بأن يكون فى المسند المتقدم طول يشوق النفس إلى ذكر المسند إليه ؛ فيكون له وقع فى النفس ومحل من القبول ؛ لأن الحاصل بعد الطلب أعز من المنساق بلا تعب (كقوله : ثلاثة) (١) هذا هو المسند المتقدم الموصوف بقوله : (تشرق) ...
______________________________________________________
وتزيّنت ببقائك الأعوام
لا يقال هذا المسند فعل يجب تقديمه على فاعله فليس تقديمه للتفاؤل ، إذ لا يقال فى المسند قدم لغرض كذا إلا إذا كان جائز التأخير على المسند إليه ؛ لأنا نقول التمثيل مبنى على مذهب الكوفيين المجوزين لتقديم الفاعل على الفعل ، أو يقال : إن الفعل هنا يجوز تأخيره فى تركيب آخر بأن يقال : الأيام سعدت بغرة وجهك على أنه من باب الإخبار بالجملة لا على أن يكون فعلا فاعله تقدم عليه ، فتقديم سعدت فى هذا التركيب المؤدى إلى كون المسند إليه فاعلا مع صحة تأخيره باعتبار تركيب آخر لأجل ما ذكر من التفاؤل بخلاف لو أخر سعدت بالنظر للتركيب الآخر فلا يكون فيه تفاؤل لما علمته من معنى التفاؤل ، وقول سم : إن التفاؤل لا يتوقف على التقديم ـ فيه نظر.
(قوله : أو التشويق) أى : للسامعين (قوله : طول) أى : بسبب اشتماله على وصف أو أوصاف متعلقة بالمسند إليه (قوله : كقوله) أى : قول الشاعر وهو محمد بن وهيب فى مدح المعتصم بالله (٢) (قوله : هذا هو المسند) إنما لم يكن هو المسند إليه مع أنه مخصص بالوصف لما يلزم عليه من الابتداء بنكرة والإخبار بمعرفة ، وقد مر أنه لم يوجد فى كلامهم الإخبار بمعرفة عن نكرة فى غير الإنشاء نعم يجوز كونه خبر مبتدأ محذوف وشمس الضحى إلخ بدل منه لكنه تكلف. ا ه يس.
__________________
(١) البيت من البسيط ، وهو لمحمد بن وهيب فى مدح المعتصم ، وأورده محمد بن على الجرجانى فى الإشارات ص ٧٩ ، وفى الأغانى ١٩ / ٧٩ ، ٨١ ، وبلا نسبة فى تاج العروس (شرق).
(٢) مدح الشاعر المعتصم بالله بقوله :
ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها |
|
شمس الضحى وأبو إسحق والقمر) |
والبيت من البسيط ، وهو فى الإيضاح ١٠٧ وهو لمحمد بن وهيب فى مدح المعتصم ، وأورده محمد بن على الجرجانى فى الإشارات ٧٩ ، وفى الأغانى ١٩ / ٧٩ ، ٨١ ، وبلا نسبة فى تاج العروس (شرق).