الصّوت ، ثمّ يسمع بعد ذلك الكلام. فإذا ولد ، بعث ذلك الملك فيكتب بين عينيه :
(وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). فإذا مضى الإمام الّذي كان قبله ، رفع لهذا منار من نور ينظر به إلى أعمال الخلائق. فبهذا يحتجّ الله على خلقه.
محمّد بن يحيى (١) ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن حديد ، عن منصور بن يونس ، عن يونس بن ظبيان قال : سمعت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ يقول : إن الله ـ عزّ وجلّ ـ إذا أراد أن يخلق الإمام من الإمام بعث ملكا ، فأخذ شربة ماء من تحت العرش ثمّ أوقعها (٢) أو دفعها إلى الإمام فشربها. فتمكث (٣) في الرّحم أربعين يوما لا يسمع الكلام ، ثمّ يسمع الكلام بعد ذلك. فإذا وضعته أمّه ، بعث [الله] (٤) إليه ذلك الملك الّذي أخذ الشّربة فكتب على عضده الأيمن : (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). فإذا قام بهذا الأمر ، رفع الله [له] (٥) في كلّ بلدة منارا ينظر به إلى العباد.
عدّة من أصحابنا (٦) ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن الرّبيع بن محمّد المسلمي (٧) ، عن محمّد بن مروان قال : سمعت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ يقول : إنّ الإمام يسمع (٨) في بطن أمّه. فإذا ولد ، خطّ بين كتفيه (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). فإذا صار الأمر إليه ، جعل الله له عمودا من نور يبصر به ما يعمل أهل كلّ بلدة.
ويمكن حمل الأخبار على تعدّد الكتب ، وعلى عدم التّعيّن بوقت وموضع.
وفي روضة الكافي (٩) : عليّ بن إبراهيم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ ، عن
__________________
(١) الكافي ١ / ٣٨٧ ، ح ٣.
(٢) كذا في المصدر ، وفي النسخ : أوقفها.
(٣) المصدر : فيمكث.
(٤) من المصدر.
(٥) من المصدر.
(٦) كما في المصدر و «ج» ، وجامع الرواة ١ / ٣١٧ ،
(٧) وفي سائر النسخ : المسلمي.
(٨) المصدر : ليسمع.
(٩) الكافي ٨ / ٢٠٥ ـ ٢٠٦ ح ٢٤٩.