ولا منافاة بين الرّوايتين ، بناء على جواز التّعميم. والرّاجع إلى «من» محذوف ، تقديره : فسوف يأتي الله بقوم مكانهم. ومعنى محبة الله للعباد ، إرادة الهدى والتّوفيق لهم في الدّنيا وحسن الثّواب في الآخرة. ومحبّة العباد ، إرادة طاعته والاجتناب عن معاصيه.
(أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) : عاطفين عليهم ، متذلّلين لهم. جمع «ذليل» لا «ذلول». فإنّ جمعه ، ذلل. واستعماله مع «على» إمّا لتضمين معنى العطف والحنّو ، أو للتّنبيه على أنّهم مع علو طبقتهم وفضلهم على المؤمنين خاضعون لهم ، أو للمقابلة.
(أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ) : شداد متغلّبين عليهم. من عزّه : إذا غلبه.
وقرئ ، بالنّصب ، على الحال (١).
(يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) : صفة أخرى «لقوم». أو حال من الضّمير في «أعزّة».
(وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ) : عطف على «يجاهدون» ، بمعنى : أنّهم الجامعون بين المجاهدة في سبيل الله ، والتّصلّب في دينه. أو حال ، بمعنى : أنّهم يجاهدون وحالهم خلاف حال المنافقين. فإنّهم يخرجون في جيش المسلمين خائفين ملامة أوليائهم من اليهود ، فلا يعلمون شيئا يلحقهم فيه لوم من جهتهم.
واللّومة ، المرّة من اللّوم. وفيها وفي تنكير «لائم» مبالغتان.
وفي كتاب تلخيص الأقوال في تحقيق أحوال الرّجال (٢) وفي ق (٣) حجر بن عديّ
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ٢٨٠
(٢) لعل الصواب «تلخيص الأقوال في معرفة الرجال» الذي ألّفه السيد ميرزا محمد بن عليّ بن ابراهيم الحسيني الأسترآبادي مؤلّف «منهج المقال» وهو كتاب الرجال الوسيط للسيد المؤلّف ، فرغ من جزئه الثاني في مشهد أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ في ٩٨٦ ه. ثم أنّه بعد ذلك جاور بيت الله الحرام إلى أن دفن هناك في مقبرة المعلّى في ١٠٢٨ كما أرّخه في «السلافة». والظاهر أنّه ألّفه بمكة. (ر. الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٤ / ٤٢٠ ، رقم ١٨٥٢) ولم يطبع هذا الكتاب. وأمّا الأقوال الّتي نقل في المتن توجد في «اختيار معرفة الرجال ، المعروف برجال الكشي» لشيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي ـ رحمه الله ـ ، ص ٤٩ ، رقم ٩٩ ، ضمن ترجمة «عمرو بن الحمق» وص ٦٩ ، رقم ١٢٤ ، ضمن ترجمة «جندب بن زهير وعبد الله بن بديل وغيرهما».
(٣) كذا في جميع النسخ.