ـ عليه السّلام ـ : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) قال : بلى والله ، إنّ له من الأمر شيئا وشيئا وشيئا ، وليس حيث ذهبت ، ولكّني أخبرك أنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ لمّا أخبر نبيّه أن يظهر ولاية عليّ ـ عليه السّلام ـ فكّر في عداوة قومه له ، فيما (١) فضّله الله به عليهم في جميع خصاله ، [كان أوّل من آمن برسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وبمن أرسله. وكان أنصر النّاس لله ولرسوله وأقتلهم لعدوّهما وأشدّهم بغضا لمن خالفهما وفضل علمه الّذي لم يساوه أحد ومناقبه التي لا تحصى شرفا. فلمّا فكّر النّبي في عداوة قومه له في هذه الخصال] (٢) وحسدهم له عليها ضاق عن ذلك (٣) ، فأخبر الله : أنّه ليس له من هذا الأمر شيء ، إنّما الأمر فيه إلى الله أن يصيّر عليّا وصيّه ووليّ الأمر بعده. فهذا عنى الله ، وكيف لا يكون له من الأمر شيء وقد فوّض الله إليه أن جعل ما أحلّ فهو حلال وما حرّم فهو حرام؟! قوله (٤) : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا).
وعن جابر (٥) قال : قلت لأبي جعفر ـ عليه السّلام ـ : قوله لنبيّه : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) ، فسّره لي؟ [قال :] (٦) فقال [أبو جعفر ـ عليه السّلام ـ لشيء قاله الله ولشيء أراده الله ،] (٧) يا جابر ، إنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ كان حريصا على أن يكون عليّ ـ عليه السّلام ـ من بعده على النّاس ، وكان عند الله خلاف ما أراد [رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
قال : قلت : فما معنى ذلك؟
قال نعم ، عنى بذلك قول الله لرسوله ـ صلّى الله عليه وآله ـ] (٨) [فقال له :] (٩) ليس لك من الأمر شيء يا محمّد في عليّ ، الأمر إليّ في عليّ وفي غيره ، ألم أنزل عليك [يا محمّد] (١٠) فيما أنزلت من كتابي إليك : (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ). (الآيات) (١١)
__________________
(١) المصدر : «ومعرفته بهم وذلك الذي» بدل «فيما».
(٢) من المصدر.
(٣) في المصدر : عن ذلك [صدره].
(٤) الحشر / ٧.
(٥) نفس المصدر ١ / ١٩٧ ـ ١٩٨ ، ح ١٤٠.
(٦ و ٧) من المصدر.
(٨) ليس في أ.
(٩) من المصدر وأ.
(١٠) من المصدر.
(١١) المصدر : «إلى قوله فليعلمنّ» بدل «الآيات». سورة العنكبوت / ١ ـ ٢.