قال اليهوديّ : صدقت يا محمّد!
وفي الكافي (١) : عدّة من أصحابنا. عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن يوسف بن عميرة ، عن عبد الله بن عبد الله ، عن رجل ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ لمّا حضر شهر رمضان وذلك في ثلاث بقين من شعبان ـ قال لبلال : ناد في النّاس. فجمع النّاس. ثمّ صعد المنبر. فحمد الله. وأثنى عليه. ثمّ قال : يا أيّها النّاس! إنّ هذا الشّهر قد خصّكم به. وهو حضركم. وهو سيّد الشّهور.
والحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.
(لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (١٨٣) المعاصي. فإنّ الصّوم يكسر الشّهوة الّتي هي مبدؤها.
وفي عيون الأخبار (٢) ، في باب العلل الّتي ذكر الفضل بن شاذان ، في آخرها : أنّه سمعها من الرّضا ـ عليه السّلام : فإن قال فلم أمر بالصّوم؟
قيل : لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش. فيستدلّوا على فقر الآخرة. وليكون الصّائم خاشعا ذليلا مستكينا موجودا محتسبا عارفا صابرا (٣) لما أصابه من الجوع والعطش.
فيستوجب الثّواب مع ما فيه من الانكسار عن الشّهوات. وليكون ذلك واعظا لهم في العاجل ورائضا لهم على أداء ما كلّفهم ودليلا في الآجل. وليعرفوا شدّة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدّنيا ، فيؤدّوا إليهم ما افترض الله تعالى لهم في أموالهم.
فإن قيل : فلم جعل الصّوم في شهر رمضان دون سائر الشّهور؟
قيل : لأنّ شهر رمضان هو الشّهر الّذي أنزل الله تعالى فيه القرآن هدى (٤) للنّاس وبيّنات من الهدى والفرقان وفيه نبّئ محمّد ـ صلّى الله عليه وآله. وفيه ليلة القدر الّتي هي خير من ألف شهر. وفيها يفرق كلّ أمر حكيم. وفيه (٥) رأس السّنة. يقدّر فيها ما يكون في السّنة من خير أو شرّ أو مضرّة أو منفعة أو رزق أو أجل. ولذلك سمّيت ليلة القدر.
__________________
(١) الكافي ٤ / ٦٧ ، ح ٥.
(٢) عيون أخبار الرضا ٢ / ١١٥.
(٣) المصدر : على ما.
(٤) المصدر : انزل الله تعالى فيه القرآن وفيه فرق بين الحق والباطل ، كما قال الله ـ عزّ وجلّ : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى ...
(٥) المصدر : هو. (ظ)