١٢ ـ أطربا وأنت قنّسريّ |
|
والدّهر بالإنسان دوّاريّ |
أي أتطرب وأنت شيخ كبير؟
والرابع : التقرير ، ومعناه حملك المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر قد استقرّ عنده ثبوته أو نفيه ، ويجب أن يليها الشيء الذي تقرره به ،
______________________________________________________
عطف على المضاف إليه المتقدم ، وبالرفع عطف على نفس المضاف المرفوع ، ولكن على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه كما قدرناه.
(أطربا وأنت قنسري |
|
والدهر بالإنسان دواري (١) |
أي : أتطرب وأنت شيخ كبير) فطربا مصدر مؤكد لفعل محذوف أي : أتطرب أو مفعول به لمحذوف ، أي : أتأتي والجملة بعده حالية ، وقنسري بقاف مكسورة ونون مشددة إما مفتوحة وإما مكسورة ، والسين ساكنة معهما ، ويحتمل أن يكون بقاف مفتوحة ومثناة تحتية ساكنة والسين مفتوحة ، والمراد بذلك كله الشيخ الكبير قاله الشيخ ، ودوار صيغة مبالغة في اسم الفاعل من دار يدور ، وزيدت ياء النسب للمبالغة أيضا كقولهم في الخارج : خارجي والأحمر أحمري وفي الأعجم أعجمي.
(والرابع التقرير ومعناه حملك المخاطب على الإقرار والاعتراف) وهذا من قبيل عطف أحد المترادفين على الآخر وقد عرفت وجهه في أول هذا الشرح (بأمر قد استقر عنده ثبوته أو نفيه) ليقر بما يعرفه من ذلك (ويجب أن يليها الشيء الذي تقرّره به) هكذا قاله غير واحد من علماء البيان ، وذكر المصنف هنا وفي الكلام على أم أن ذلك يجب في الاستفهام أيضا وقد ذكره ابن الحاجب وغيره ، قلت : وفي كتاب سيبويه ما نصه : هذا باب أم إذا كان الكلام بها بمنزلة أيهما وأيهم وذلك قولك : أزيد عندك أم عمرو وأزيد لقيت أم بشرا ثم قال : واعلم أنك إذا أردت هذا المعنى فتقديم الاسم أحسن ؛ لأنك لا تسأل عن النفي وإنما تسأل عن أحد الاسمين في هذا الحال فبدأت بالاسم ؛ لأنك بصدد أن تبين أي الاسمين عنده وجعلت الاسم الآخر عديلا للأوّل ، فصار النفي لا يسأل عنه بينهما ولو قلت : ألقيت زيدا أم عمرا لكان جائزا حسنا ، هذا كلامه ، وحسبك به شاهدا على خلاف ما ذهبوا إليه من وجوب إيلاء المستفهم عنه للهمزة ويأتي مثله في التقرير ، وقد اطلع الرضي على نص سيبويه في المسألة فأورد الحكم فيها على مقتضاه ، قلت : والعجب من الشيخ بهاء الدين
__________________
(١) البيت من بحر الرجر ، وهو للعجاج ، انظر البيان والبيتن ١ / ١٩٩.