وقيل : على الظرف لنيابتها وصلتها عن الوقت ؛ فمعنى «قاموا ما خلا زيدا» على الأول :قاموا خالين عن زيد ، وعلى الثاني : قاموا وقت خلوّهم عن زيد ، وهذا الخلاف المذكور في محلّها خافضة وناصبة ثابت في «حاشا» و «عدا» ، وقال ابن خروف : على الاستثناء كانتصاب «غير» في «قاموا غير زيد». وزعم الجرمي والربعي والكسائي والفارسي وابن جنّي أنه قد يجوز الجرّ على تقدير «ما»
______________________________________________________
مجيئها مصدرا معرفا بالإضافة إلى الضمير ، إذ أل في ذلك جنسية فمدخولها نكرة في المعنى بخلاف فيه ، وأيضا فمجيء الحال معرفة قليل قابل للتأويل فلا ينبغي ارتكاب مثله في تركيب كثير ، (وقيل) : موضع ما خلا نصب (على الظرف على نيابتها وصلتها) بالنصب على أنه مفعول معه ، أي : نيابتها مع صلتها (عن الوقت) ، وجر الصلة بالعطف على الضمير المخفوض بدون إعادة الخافض يأباه أكثر البصريين ، والقول بأن النصب على الظرف بطريق النيابة ظاهر ؛ فإن الحين كثيرا ما يحذف قبل المصدر الصريح والمؤول فينوب عنه ، نحو : آتيك قدوم الحاج ، وأكرمك مادر شارف أي : حين قدوم الحاج وحين مادر شارف ثم حذف الحين وناب القدوم ومادر شارف عنه ، (ومعنى قاموا ما خلا زيدا على) القول (الأول) وهو قول السيرافي (قاموا خالين عن زيد) وهذا يتراأى منه أنه جعل خلا الاستثنائية قاصرة تتعدى بواسطة الحرف ، وليس كذلك ، فكان ينبغي أن يقول خالين زيدا أي متجاوزين زيدا كما ذكرناه قبل ، (وعلى) القول (الثاني وقت خلوهم عن زيد) وهذا كالأول فالصواب وقت خلوهم زيدا أي : تجاوزهم إياه ، (وهذا الخلاف المذكور في محلها) أي : في محل خلا حال كونها (خافضة وناصبة ثابت في حاشا وعدا ، وقال ابن خروف) موضع ما خلا نصب (على الاستثناء) لا على الحال كما يقول السيرافي ، ولا على الظرف كما يقول غيره (كانتصاب غير في قاموا زيد) ، ولعل السبب في تأخير قول ابن خروف : عن قوله ، وهذا الخلاف الخ كونه لم يظفر بنقل عنه صريح في حاشا وعدا جميعا ، وقد وجدت النص لابن خروف في مساواة عدا خلا فيما ذكره ، فانظر هل يوجد له نص في حاشا أيضا.
(وزعم الجرمي) بفتح الجيم (والربعي) بفتح الموحدة (والكسائي والفارسي وابن جني) بإسكان الياء وليس منسوبا ، وإنما هو معرب كني كذا رأيت في شرح «المفصل» للفخر الإسفندري ، وكذا رأيته في هذه البلاد في نسخة من «الكشاف» صحيحة مضبوطا بإسكان الياء ، وصرح في الحاشية بتصحيح الضبط المكتوب في الأصل ، ولم أر أحدا من الطلبة إلا يشدد الياء ظنا أنها ياء النسبة ، وكان محل التنبيه على هذه الفائدة أول موضع ذكر فيه ابن جني ، ولكن لم أتذكر ذلك إلا في هذا المحل فأثبته فيه ، (أنه قد يجوز الجر) بعد ما خلا بناء (على تقدير ما