إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح الدماميني على المغني اللبيب [ ج ١ ]

شرح الدماميني على المغني اللبيب

شرح الدماميني على المغني اللبيب [ ج ١ ]

تحمیل

شرح الدماميني على المغني اللبيب [ ج ١ ]

464/508
*

ولا ينتصب الفعل بعد «حتّى» إلا إذا كان مستقبلا ، ثم إن كان استقباله بالنظر إلى زمن التكلّم فالنصب واجب ، نحو : (لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى) [طه : ٩١] ؛ وإن كان بالنسبة إلى ما قبلها خاصّة فالوجهان ، نحو : (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ) [البقرة : ٢١٤] الآية ؛ فإن قولهم : إنما هو مستقبل بالنظر إلى الزلزال ، لا بالنظر إلى زمن قصّ ذلك علينا.

______________________________________________________

الباب الخامس : إن الصواب تعليق حتى بما تعلقت به على ، وإن على متعلقة بكائن محذوف منصوب على الحال من الضمير في يولد ، ويولد خبر كل وهذا وجه آخر سالم من ذلك الحذف ، فإن قلت : الظرف المستقر إنما يتعلق بمطلق الكون لا الكون الخاص ، والأعم أعني مطلق الكون لا دلالة له على الأخص ، أعني الامتداد والاستمرار فيحتاج إلى تقدير ممتد مثلا ، وهذا عين ما قدره المصنف ، وهو ويستمر وإلا فلا يخلص من الإشكال سواء جعل الظرف المستقر خبرا كما ذكرته أنت ، أو حالا كما جعله المصنف في الباب الخامس ، قلت : لا امتداد لفعل ما حقيقة ؛ لأنه عرض لا يبقى زمانين فلا يتصور امتداده ، لكن بعض الأفعال قد يحتمل الامتداد بتجدد الأمثال من غير فصل ، كالسير والجلوس والركوب ، ومنه الاستقرار الذي هو مطلق الكون ، فيكون معنى الغاية فيه متصورا بهذه الطريق ، ولا حاجة إلى الامتداد أصلا لكن في تصور ذلك على تقرير الحالية التي جوزها المصنف بحث ، سنذكره في محله إن شاء الله تعالى ، (ولا ينصب الفعل بعد حتى إلا إذا كان مستقبلا) ليس بينه وبينها فاصل في اللفظ ، وأجاز الأخفش الفصل بينهما بشرط غير مجزوم لفظا أداته إن ، نحو : انتظر حتى إن قسم شيء تأخذ ، بنصب تأخذ ولكنه مع إجازته اعترف بقبحه لما علم به من أن الفصل بين الجار والمجرور قبيح ، والوجه الحسن في هذا المثال جزم تأخذ ، وتكون حتى حينئذ ابتدائية لا جارة ، (ثم إن كان استقباله بالنظر إلى زمن التكلم فالنصب واجب ، نحو : (لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى) [طه : ٩١]) فإن رجوع موسى عليه الصلاة والسّلام كان مستقبلا بالنظر إلى الزمن الذي تكلموا فيه بقولهم : لن نبرح عليه عاكفين ، (وإن كان استقباله بالنسبة إلى ما قبلها خاصة ، فالوجهان) جائزان الرفع والنصب (نحو : (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ) [البقرة : ٢١٤] الآية) أي : اذكر الآية أي : بقيتها وهي : (وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ) (٢١٤) والظاهر أنه ليس لبقية الآية مدخل في استشهاده على جواز الرفع والنصب حتى يشير إليها ، وإنما أراد الإشارة إلى المقول لتحقق كون الفعل مستقبلا بالنسبة إلى ما قبلها خاصة ، (فإن قولهم) أي : قول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله؟ ألا إن نصر الله قريب (إنما هو مستقبل بالنظر إلى الزلزال ، لا بالنظر إلى قص ذلك علينا) وبالنصب قرأ غير نافع.

قال ابن الحاجب : من رفع يقول فعلى أن الإخبار بوقوع شيئين : أحدهما الزلزال والآخر