والثالث : أن تكون بدلا من المفعول ، نحو : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ) [مريم : ١٦] ، فـ «إذ» : بدل اشتمال من «مريم» على حدّ البدل في : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ) [البقرة : ٢١٧].
وقوله تعالى : (اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ) [المائدة : ٢٠] يحتمل كون «إذ» فيه ظرفا للنعمة وكونها بدلا منها.
والرابع : أن يكون مضافا إليها اسم زمان صالح للاستغناء عنه ، نحو : «يومئذ» ، و «حينئذ» ، أو غير صالح له ، نحو قوله تعالى : (بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا) [آل عمران : ٨].
______________________________________________________
حينئذ مفعولا به لا مفعولا فيه ، واعلم أن الهمزة من قول المصنف بتقدير اذكر ، وقوله ظرف لاذكر همزة قطع ؛ لأنه اسم علم مسماه هذا اللفظ ، وقد عرفت في محله أنه متى سمي بفعل فيه همزة وصل كانطلق ، فإنها تقطع في حال العلمية فتنبه لمثله مما يرد عليك.
(والثالث) من استعمالات إذ (أن تكون مبدلا من المفعول نحو (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ) [مريم : ١٦] ، فإذا بدل اشتمال من مريم) والرابط الضمير العائد إليها المستتر في الفعل ، أي : واذكر وقت انتباذ مريم ، (على حد البدل في : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ) [البقرة : ٢١٧] وقوله تعالى) برفع القول على أنه مبتدأ : ((اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ) [المائدة : ٢٠]) ، وخبر ذلك المبتدأ قول المصنف : (يحتمل كون إذ فيه ظرفا للنعمة) فيكون من الاستعمال الأول ، (وكونها بدلا منها) أي من النعمة فيكون من الاستعمال الثالث الذي نحن فيه.
(والرابع : أن تكون مضافا إليها اسم زمان) إما (صالح للاستغناء عنه ، نحو حينئذ ويومئذ) تقول : أكرمتني فأثنيت عليك يومئذ وحينئذ ؛ فاليوم والحين صالحان للاستغناء عنهما ؛ إذ يجوز أن تقول : فأثنيت عليك إذ أكرمتني ، والمعنى بحاله فإن قلت : ما هذه الإضافة الواقعة في مثل هذا التركيب ، قلت : قال ابن مالك : هو من إضافة المؤكد إلى التأكيد والذي يظهر أن هذا من إضافة الأعم إلى الأخص كشجر أراك ؛ وذلك لأن إذ مضاف إلى جملة محذوفة ، فإذا قلت : جاء زيد وأكرمته حينئذ فالمعنى حين إذ جاء ، فالثاني مخصص بالإضافة إلى المجيء والأول عار من ذلك فهو أعم منه ، فلا يكون الثاني مؤكدا له ، نعم يكون مفسرا له ومبينا للمراد به كما يبين الأعم بالأخص فالإضافة فيه بيانية ، أي : وأكرمته حينا هو حين مجيئه فتأمله.
(أو غير صالح) للاستغناء عنه ، (نحو قوله تعالى) : (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا) [آل عمران : ٨] فإن الظرف المضاف هنا وهو بعد لا يصلح للاستغناء عنه ، فيحذف ؛ لعدم ما يدل عليه