و «مررت برجل حسن الوجه» ، و «ضرب زيد الظّهر والبطن» إذا رفع الوجه والظهر والبطن ، والمانعون يقدّرون : هي المأوى له ، والوجه منه ، والظهر والبطن منه [في الأمثلة] ؛ وقيّد ابن مالك الجواز بغير الصلة. وقال الزمخشريّ في (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) [البقرة : ٣١] : إن الأصل أسماء المسمّيات ، وقال أبو شامة في قوله [من الطويل] :
٧٤ ـ بدأت ببسم الله في النّظم أوّلا |
|
[تبارك رحمانا رحيما وموئلا] |
______________________________________________________
قوله تعالى : (وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى) [النازعات : ٤٠] مبتدأ وهذه الجملة الواقعة بعد الفاء خبره مع أنها خالية عن العائد إليه ، فجعلوا أل نائبة عن الضمير العائد إليه ، والأصل فإن الجنة هي مأواه ، (ومررت برجل حسن الوجه ، وضرب زيد الظهر والبطن إذا رفع الوجه والظهر والبطن) ، وإنما قيد ذلك بالرفع ليحتاج إلى الضمير الرابط فتجعل أل نائبة عنه ، وذلك أن الوجه إذا رفع في قولك : مررت برجل حسن الوجه لم يكن في الصفة ضمير لرفعها الظاهر ، وقد وقعت صفة لرجل فيحتاج إلى جعل أل نائبة عن الضمير العائد إلى الموصوف ، والأصل برجل حسن وجهه فحذف ضمير الغيبة ونابت أل عنه ، أما إذا جر الوجه أو نصب فالصفة متحملة لضمير الموصوف ، فلا تحتاج إلى تقدير رابط ، وكذا ضرب زيد الظهر والبطن إذا رفع الظهر والبطن فهما في الأصل بدل بعض ، ولكن أجريا هذا مجرى التأكيد بكل من جهة أن الغرض الإحاطة والشمول ؛ إذ ليس المراد الظهر والبطن بخصوصهما ، بل المراد ضرب زيد كله وعلى كلا الأمرين فلا بد من رابط ؛ إذ لا يستعمل بدونه بدل البعض ، والتأكيد بكل فيكون الأصل ضرب زيد ظهره وبطنه ثم حذف ضمير الغيبة ، وأنيبت الألف واللام عنه ، وقد سمع في هذا المثال النصب في الظهر والبطن ، وعليه فلا يحتاج إلى تقدير رابط بل هو منصوب على إسقاط الخافض ، أي : في الظهر والبطن وإن كان ليس بمقيس ، (والمانعون يقدرون هي المأوى له) في الآية ، (والوجه منه) في المثال الثاني ، (والظهر والبطن منه) في المثال الثالث وأل في ذلك غير نائبة عن شيء ، (وقيد ابن مالك الجواز) أي : جواز نيابة أل عن الضمير (بغير الصلة) فخرج نحو زيد الذي ضرب الظهر والبطن ، وكثير لم يتعرض إلى هذا القيد وهو مصرح به في التسهيل ، (وقال الزمخشري في) قوله تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) [البقرة : ٣١] إن الأصل أسماء المسميات) وإنما احتاج إلى اعتبار هذا الحذف ؛ ليتحقق مرجع الضمير من عرضهم وينتظم معه أنبئوني بأسماء هؤلاء ، ولم يجعل المحذوف مضافا أي : مسميات الأسماء لينتظم تعليق الإنباء بالأسماء فيما ذكر بعد التعليم.
(وقال أبو شامة في قوله) أي قول الشاطبي رحمهالله تعالى.
(بدأت ببسم الله في النظم أولا) |
|
تبارك رحمانا رحيما وموئلا |