الوجه الثالث : أن تكون زائدة ، وهي نوعان : لازمة ، وغير لازمة.
فالأولى كالتي في الأسماء الموصولة ، على القول بأنّ تعريفها بالصلة ، وكالواقعة في الأعلام ، بشرط مقارنتها لنقلها كـ «النّضر» و «النّعمان» و «اللّات» و «العزّى» ، أو لارتجالها كـ «السّموأل»
______________________________________________________
(الوجه الثالث) من أوجه أل الأربعة : (أن تكون زائدة وهي نوعان : لازمة وغير لازمة ، فالأولى) وهي الزائدة اللازمة (كالتي في الأسماء الموصولة) نحو : الذي والتي وفروعهما ، (على القول بأن تعريفها بالصلة) من جهة ما فيها من العهد ، وذلك لأن وضع الموصول على أن يطلقه المتكلم على ما يعتقد أنه معلوم عند المخاطب ، فلا تقول : أنا الذي أكرم هندا إلا لمن تعتقد أنه يعلم أن شخصا أكرمها ، وهذا القول هو المختار ، وقيل : تعريف ما فيه أل من الموصولات بها كالذي والتي ، وتعريف أي بالإضافة ، وما ليس فيه إضافة ولا أل ، كمن يكون في معنى ما فيه أل ، وينقل هذا القول عن الأخفش ، وعلى الأول فأل فيما هي فيه من الموصولات زائدة لازمة ، وفيه نظر فإنها قد تحذف فيقال : لذي ولذان ولذين ولتي ولاتي حكاه في «التسهيل» ، وحكى عن أبي عمرو أن أعرابيا قرأ صراط لذين ، وفي «كتاب الشواذ» لأبي محمد عبد السّلام المقرىء السلامي : صراط لذين قرأ أبي بن كعب وابن السميقع وأبو رجاء بتخفيف اللام ، حيث كان جمعا أو واحدا ، (وكالواقعة في الأعلام بشرط مقارنتها لنقلها كالنضر) بفتح النون وسكون الضاد المعجمة ، نقل من النضر الذي هو اسم للذهب ، (والنعمان) بضم النون نقل من اسم (واللات والعزى) علمين لصنمين أما اللات فكانت لثقيف بالطائف ، وقيل : بنخلة يعبدها قريش وهو في الأصل اسم فاعل من لت يلت فهو مشدد التاء ، إلا أنه خفف عند النقل ، وحكي عن ابن عباس أنه قرأها بتشديد التاء ، وأما العزى ففكوه من تأنيث الأعز كانت لغطفان ، وأول من اتخذها ظالم بن سعد ، وقيل : كانت مرة بعث إليها رسول الله صلىاللهعليهوسلم عمر فأحرقها أو قطعها ، قلت : في جعل أل في مثل ذلك زائدة لازمة نظر ؛ لأن العلم بالفرض هو مجموع الألف واللام وما دخلت عليه فهي جزء من العلم كالزاي من زيد والجيم من جعفر ، ومثل ذلك لا يقال فيه : إنه زائد (أو) بشرط مقارنتها (لارتجالها) أي : جعلها أعلاما من غير أن تستعمل قبل العلمية لغيرها (كالسموأل) بسين مهملة مفتوحة ولام ، وهو علم على ابن عادياء اليهودي أحد شعراء الحماسة وهو القائل من قصيدة :
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه |
|
فكل رداء يرتديه جميل |
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها |
|
فليس إلى حسن الثناء سبيل (١) |
__________________
(١) البيتان من البحر الطويل ، وهما للسموأل في ديوانه ص ٩٠ ، وله أو لعبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي ـ ـ المعروف بالجلاح الحارثي في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١١٠.