قال فيهم أبو عمرو بن العلاء : أفصح العرب عليا هوازن وسفلى تميم» ؛ فهذه عليا هوازن] (١) ، وأما سفلى تميم فبنو دارم» (٢).
وقال أبو ميسرة : بكل لسان ، وقيل : إنّ فيه من كل لغات العرب ؛ ولهذا قال الشافعي في «الرسالة» (٣) : «لا نعلمه يحيط باللغة إلا نبيّ» قال الصّيرفيّ (٤) : «يريد من بعث بلسان جماعة العرب حتى يخاطبها (٥) به ـ قال ـ وقد فضّل الفراء لغة قريش على سائر اللغات ؛ وزعم أنهم يسمعون كلام العرب فيختارون من كل لغة أحسنها ، فصفا كلامهم. وذكر قبح عنعنة تميم.
وكسكسة ربيعة ، وعجرفة (٦) قيس. وذكر «أن عمر رضياللهعنه قال : يا رسول الله ؛ إنّك تأتينا بكلام من كلام العرب وما نعرفه ، ولنحن (٧) العرب حقّا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنّ ربي علمني فتعلّمت ، وأدّبني فتأدّبت» (٨) ـ قال الصّيرفي ـ ولست أعرف إسناد هذا الحديث ، وإن صحّ فقد دلّ على أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قد عرف ألسنة العرب».
وقال أبو عمر بن عبد البرّ في «التمهيد» (٩) : «قول من قال : نزل بلغة قريش ، معناه عندي : في الأغلب ، لأن غير لغة (١٠) قريش موجودة في جميع (١١) القراءات (١٢) من تحقيق الهمزة ونحوها ، وقريش لا تهمز. وقد روى الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس قال : «أنزل القرآن على سبعة أحرف صار في عجز هوازن منها خمسة» (١٣) وقال أبو حاتم : خصّ هؤلاء دون ربيعة
__________________
(٢) انظر تفسير الطبري ١ / ٢٣ والصاحبي لابن فارس ص : ٢٨.
(٣) الرسالة ص : ٤٢.
(٤) هو محمد بن عبد الله ، أبو بكر الصيرفي الشافعي ، الأصولي ، كان يقال : «إنه أعلم خلق الله تعالى بالأصول بعد الشافعي تفقّه على ابن سريج. من تصانيفه «شرح الرسالة» ، ت ٣٣٠ ه (السبكي ، طبقات الشافعية ٢ / ١٦٩).
(٥) في المخطوطة (يخاطبهم).
(٦) في المخطوطة (عرفجة) وأورد هذه اللغات ابن فارس في كتاب الصاحبي ص : ٢٤ ـ باب اللغات المذمومة.
(٧) في المخطوطة (وإنا لنحن).
(٨) هذا الحديث يروى عن علي رضياللهعنه أخرجه العسكري في «الأمثال» ، وقال ابن الجوزي في «الواهيات» لا يصح (كنز العمال ٧ / ٢١٣ ـ ٢١٤ ، الحديث ١٨٦٧٣) ويروى أيضا عن أبي بكر رضياللهعنه أخرجه ابن عساكر في «تاريخه» (كنز العمال ١١ / ٤٣١ ، الحديث ٣٢٠٢٤) ويروى عن ابن مسعود ، أخرجه السمعاني في «أدب الإملاء» (كنز العمال ١١ / ٤٠٦ ، الحديث ٣١٨٩٥).
(٩) التمهيد ٨ / ٢٨٠.
(١٠) في المطبوعة (لأن لغة غير).
(١١) في التمهيد (صحيح).
(١٢) تصحّفت في المطبوعة إلى : (القرآن).
(١٣) الأثر ذكره الطبري في تفسيره ١ / ٢٣.