وثانيهما ، أن ينقل من «سورة المدينة» اليها ، بغير واسطة. لأنها تحيط بطائفة من القرآن ، مفرزة محوزة ، على انفرادها. أو محتوية على أنواع من العلم ، احاطة سورة المدينة ، بما فيها واحتوائها عليه.
وجمع سورة القرآن ، السور ـ بفتح الواو ـ وجمع سورة المدينة ، على سور ـ بسكونها ـ.
أو من السورة ، بمعنى المرتبة. قال النابغة :
الم تر أن الله أعطاك سورة |
|
ترى كل ملك دونها ، يتذبذب (١) |
ثم ان المرتبة ، ان جعلت حسية ، فلأن السور ، كالمراتب ، والمنازل.
ينقلب (٢) فيها القارئ. ويقف عند بعضها. أو لأنها في أنفسها منازل مفصلة. بعضها من بعض. متفاوتة في الطول والقصر والتوسط.
وان جعلت معنوية ، فلتفاوتها في الفضل والشرف والبلاغة.
وان كانت واوها ، مبدلة عن الهمزة ، فمن السورة التي هي البقية والقطعة من الشيء. وضعف هذا الوجه ، اما من حيث اللفظ ، إذ لم يستعمل مهموزة.
في السعة (٣) ولا في الشاذة المنقولة ، في كتاب مشهور. وان أشعر به كلام الأزهري ، حيث قال : وأكثر القراء ، على ترك الهمزة ، في لفظ السورة.
وأما من حيث المعنى ، فلأنها أسم ينبئ عن قلة وحقارة. وأيضا ، استعماله فيما فضل ، بعد ذهاب الأكثر. ولا ذهاب هنا ، الا تقديرا ، باعتبار النظر اليها ، نفسها. فكأنها قد ذهب ما عداها.
__________________
(١) أ : يذبذب.
(٢) المتن وأ : تنقلب.
(٣) ر : السبعة.