قيل : التدريج ، هو الذي يعبر عنه بالتكثير ، أي : يفعل مرة بعد مرة. والتضعيف الدال على ذلك ، من شرطه أن يكون في الأفعال المتعدية ، قبل التضعيف ، غالبا نحو ، فتحت الباب. ولا يقال : جلس زيد ، لارادة التدريج والتكثير. لأنه لم يكن متعديا ، قبل التضعيف. وانما (١) جعله تضعيفه ، متعديا. وقولنا : «غالبا» ، لأنه قد جاء التضعيف ، دالا على الكثرة ، في اللازم ، نحو ، موّت المال. ويعلم من ذلك أن التضعيف الدال على الكثرة ، لا يجعل اللازم متعديا. فظهر من ذلك ، أن تضعيف ، نزل للتعدية ، دون التدريج. وأيضا. يحتاج قوله تعالى (٢) : (لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً). وقوله (٣) : (لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ). وقوله (٤) : (لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولاً) الى تأويل.
وفي «نزلنا» ، التفات من الغيبة ، الى التكلم. لأن قبله (اعْبُدُوا رَبَّكُمُ).
فلو جاء الكلام عليه ، لقيل : «مما نزل (٥) على عبده». لكنه التفت للتفخيم.
وعبر عنه بالعبد. لأن أعلى المقامات ، مقام العبدية. (وأضافه الى نفسه ، تشريفا له. ولم يصرح باسمه ـ عليه السلام ـ كما في قوله (٦) : (وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ).
للدلالة على كماله في العبدية.) (٧) فان المطلق ، لا ينصرف ، الا الى الكامل.
وقرئ «على عبادنا». والمراد به نبينا ـ صلى الله عليه وآله ـ وأمته. فانه
__________________
(١) ليس في أ.
(٢) الفرقان / ٣٢.
(٣) الانعام / ٣٧.
(٤) الاسراء / ٩٥.
(٥) أ : نزلنا.
(٦) ص / ٤١.
(٧) ما بين القوسين ليس في أ.