الله عليه وآله ـ كالتوحيد والنبوة والامامة والبعث والجزاء ـ كما هو ظاهر.
وقيل : مجموع ثلاثة أمور ، اعتقاد الحق والإقرار به والعمل بمقتضاه ـ وهذا مذهب المعتزلة والخوارج ـ فمن أخل بالاعتقاد وحده ، فهو منافق. ومن أخل بالإقرار فكافر. ومن أخل بالعمل ففاسق ، وفاقا. وكافر عند الخوارج ، خارج عن الايمان ، غير داخل في الكفر ، عند المعتزلة» (١).
واختلف القائلون ، بأن الايمان ، هو التصديق وحده في أن مجرد التصديق بالقلب ، هل هو كاف في المقصود؟ أو لا بد من انضمام الإقرار للمتمكن (٢) منه؟
ولعل الحق ، هو الثاني. لأنه تعالى ذم المعاند ، اكثر من ذم الجاهل المقصر وللمانع أن يجعل الذم للإنكار ، لا لعدم الإقرار.
ولا بأس علينا أن نذكر معنى «التضمين» هنا. فانه يناسبه.
فنقول : «التضمين» أن يقصد بفعل معناه الحقيقي ، ويلاحظ معه ، فعل آخر يناسبه ، ويدل عليه بذكر شيء من متعلقات الاخر ، كقولك : أحمد اليك فلانا.
فإنك لما جعلت فيه ، مع الحمد ، معنى الإنهاء. ودللت عليه بذكر صلته ، أعني كلمة «الى». كأنك قلت : أنهى حمده اليك. ثم انهم اختلفوا. فذهب بعضهم الى أن اللفظ ، مستعمل في معناه الحقيقي ، فقط.
والمعنى الاخر ، مراد بلفظ محذوف. يدل عليه ، ذكر ما هو من متعلقاته.
فتارة يجعل المذكور ـ أصلا. والمحذوف ، قيدا ، على أنه حال. وتارة يعكس.
وذهب آخرون ، الى أن كلا المعنيين ، مراد بلفظ واحد ، على طريق الكناية إذ يراد بها معناه الأصلي ، ليتوسل بفهمه (٣) الى ما هو المقصود الحقيقي. فلا حاجة
__________________
(١) ر. أنوار التنزيل ١ / ١٦.
(٢) أ : للتمكن.
(٣) أ : يفهمه.