عيوا بأمرهم كما |
|
عيت ببيضتها الحمامة (١) |
وكذلك أحي واستحى وحوى في أحيى واستحيى وحويى وكل ما كانت حركته لازمة. ولم يدغموا فيما لم تلزم حركته نحو لن يحيى ولن يستحي ولن يحايي. وقالوا في جمع حياء وعي أحية واعياء وأحيية. وقوي مثل حي في ترك الإعلال ولم يجىء فيه الإدغام إذ لم يلتق فيه مثلان لقلب كسرة الواو الثانية ياء.
حكم مضاعف الواو :
ومضاعف الواو مختص بفعلت دون فعلت وفعلت ، لأنهم لو بنوا من القوة نحو غزوت وسروت أن يقولوا قووت وقووت. وهم لاجتماع الواوين أكره منهم لاجتماع الياءين. وفي بناء نحو شقيت تنقلب الواو ياء. وأما القوة والصوة والبو والجو فمحتملات للإدغام.
__________________
(١) هو لعبيد بن الأبرص. وكان من سبب انشاده هذا الشعر ان حجرا أبا امرىء القيس غضب على قوم عبيد وهم بنو أسد فقتل منهم خلقا كثيرا ، فأنشده عبيد أبياتا منها هذا البيت يستعطفه بها عليهم ، فعفا عنهم وخلى سبيلهم. ثم انهم جمعوا جموعهم عليه فقتلوه وفرقوا جماعاته.
الاعراب عيوا فعل ماض والواو فاعله. وبأمرهم متعلق به. وقوله كما الكاف للتشبيه. وما مصدرية. وعيت فعل ماض. والحمامة فاعله. (والشاهد فيه) في قولهم عيوا وعيت حيث أجراهما مجرى ظنوا وظنت ونحوهما من الصحيح ، ولذلك سلما من الاعلال والحذف. (والمعنى) يصف قومه بالعجز عن التخلص من أيدي الملك والتحير في ذلك ، وضرب لذلك مثلا بخرق الحمامة وتحيرها في التمهيد لبيضها فانها لا تتخذ عشها الا من كسار الأعواد ، وربما طارت عنها العيدان فتفرق عشها وسقطت البيضة. ولذلك قالوا في المثل اخرق من حمامة. وقد بين خرفها في بيت بعد هذا وهو :
وضعت لها عودين من |
|
ضعة وآخر من ثمامه |
أي جعلت لها مهادا من هذين الصنفين من الشجر. ولم يرد عودين فقط ولا ثلاثة.