وقد قالوا ثلاثة أثوابا. وأنشد صاحب الكتاب :
إذا عاش الفتى مأتين عاما |
|
فقد ذهب اللذاذة والفتاء (١) |
وقوله عز من قائل : (ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) على البدل ، وكذلك قوله عز وجل : (اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً). قال أبو إسحاق : ولو انتصب سنين على التمييز لوجب أن يكونوا قد لبثوا تسعمائة سنة.
وحق مميز العشرة فما دونها أن يكون جمع قلة ليطابق عدد القلة ، تقول ثلاثة أفلس ، وخمسة أثواب ، وثمانية أجربة ، وعشرة غلمة. إلّا عند إعواز جمع القلة كقولهم ثلاثة شسوع ، لفقد السماع في أشسع وأشساع. وقد روي عن الأخفش أنه أثبت أشسعا. وقد يستعار جمع الكثرة في موضع جمع القلة كقوله عز وعلا : (ثَلاثَةَ قُرُوءٍ).
__________________
وردائي فاعله. وبها في محل نصب مفعوله. والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. وجلت عطف على وفى. والفاعل ضمير فيه يعود إلى الرداء. وعن وجوه متعلق بجلت (والشاهد فيه) انه قال مئين بلفظ الجمع مع أنها تمييز الثلاث وتمييز المائة واخواتها بالمائة لا يجمع وان كان الجمع هو القياس الا أنه مرفوض عندهم. ثم إن الرواية الصحيحة :
فدا لسيوف من تميم وفى بها. وعليها فلا شاهد (والمعنى) ان رداءه وفى بثلاث ديات وكشف عن وجوه الاهاتم الخزي والعار. وكان قتل في يوم من أيامهم ثلاثة ملوك واتفق الفريقان على أن يدوا كل واحد منهم بمائة بعير فدفع الشاعر رداءه رهنا بالديات الثلاث حتى يؤديها وقبل منه مستحقو الديات هذا الرهن فافتخر بذلك.
(١) هو للربيع بن ضبع الفزاري أحد المعمرين يذكر لبنيه ما ناله من الكبر ويوصيهم بنفسه.
اللغة اللذادة من قولك لذذت الشيء بالكسر لذاذا ولذاذة وجدته لذيذا. ويروى بدله المسرة. والفتاء الشباب.
الاعراب إذا ظرفية شرطية. وعاش فعل ماض. والفتى فاعله. ومائتين مفعوله. وعاما نصب على التمييز. وقوله فقد ذهب اللذاذة جملة فعلية جواب إذا. والفتاء عطف على اللذاذة (والشاهد فيه) انه جعل عاما تمييزا للعدد وكان القياس إضافة العدد إليه وهذا شاذ لا يقاس عليه.