الإعراب ، محيط بكافة الأبواب ، مرتب ترتيبا يبلغ بهم الأمد البعيد بأقرب السعي ، ويملأ سجالهم بأهون السقي. فأنشأت هذا الكتاب المترجم بكتاب المفصل في صنعة الاعراب مقسوما أربعة أقسام : القسم الأول في الأسماء. القسم الثاني في الأفعال. القسم الثالث في الحروف. القسم الرابع في المشترك من أحوالها. وصنفت كلا من هذه الأقسام تصنيفا ، وفصلّت كل صنف منها تفصيلا. حتى رجع كلّ شيء إلى نصابه واستقرّ في مركزه. ولم أدّخر فيما جمعت فيه من الفوائد المتكاثرة ونظمت من الفرائد المتناثرة مع الإيجاز غير المخل ، والتلخيص غير الممل ، مناصحة لمقتبسيه أرجو أن أجتني منها ثمرتي. دعاء يستجاب ، وثناء يستطاب. والله سبحانه وعزّ سلطانه وليّ المعونة على كلّ خير والتأييد. والمليء بالتوفيق فيه والتسديد.
__________________
وما ضم اليها وقرن معها كما تقام على المطالب العقلية والمسائل النظرية. وجعل ذلك كله بين تلك القواعد الصغيرة القليلة. وأطلق على هذا المزيج اسم العربية فيبست بعد الذبول أزهاره ، واندرست بعد العفاء آثاره ، وصار أعقد من ذنب الضب ، فربما اشتغل به طالبه وهو في قماطه ومات بعد أن جاوز أرذل العمر وهو لم ينته إلى أوساطه. وهذا من سوء اختيار المتوسطين وشدة جمود المتأخرين. ولو وفق الناس المشتغلون بهذا العلم للرجوع إلى ما ألفه المتقدمون فيه لحصلوا منه الكثير في الزمن اليسير. والله المسؤول أن يوفقنا لاكماله كما شرعنا فيه وأن يصرف وجوهنا إلى صوب الصواب في بيان معانيه ، وهذا أوان الشروع في المقصود بعون الله الملك المعبود.