كلّ يوم تبدي
صروف الليالي
|
|
خلقا من أبي
سعيد غريبا
|
وأمثال هذا
للمتقدمين كثير.
وأما إذا
ابتدىء بالمديح أو بغيره من الأغراض فالأحسن أن يكون الابتداء دالا على المعنى
المقصود ، كما ابتدأ أبو الطيب المتنبي قصيدته التي مدح بها سيف الدولة واعتذر له
عن ظفر الروم بجيشه وقتلهم وأسرهم جماعة منهم ، فقال :
غيري بأكثر
هذا الناس ينخدع
|
|
إن قاتلوا
جبنوا أو حدّثوا شجعوا
|
فابتدأ بغرضه
من أول القصيدة.
ومن الصحة صحة
التفسير ، وهو أن يذكر مؤلف الكلام معنى يحتاج إلى تفسيره فيأتي به على الصحة من
غير زيادة ولا نقص ، كقول الفرزدق :
لقد جئت قوما
لو لجأت إليهم
|
|
طريد دم أو
حاملا ثقل مغرم
|
لألفيت فيهم
معطيا ومطاعنا
|
|
وراءك شزرا
بالوشيج المقوّم
|
وهذا تفسير
للأول موافق.
فأما فساد
التفسير فكقول بعضهم :
فيا أيها
الحيران في ظلم الدجى
|
|
ومن خاف أن
يلقاه بغي من العدى
|
تعال إليه
تلق من نور وجهه
|
|
ضياء ومن
كفيه بحرا من الندى
|
فإن هذا الشاعر
لمّا قدم في البيت الأول الظلم وبغي العدى كان الوجه في التفسير
__________________