واقعية التشبيه :
ومما يحتاج إليه
التشبيه أن يكون الأمر المشبه به واقعا مشاهدا معروفا غير مستنكر ، ليوافق ذلك
المقصود بالتشبيه والتمثيل من الإيضاح والبيان ولهذا عاب نصيب على الكميت قوله :
كأنّ الغطامط
من غليها
|
|
أراجيز أسلم
تهجو غفارا
|
وقال
له : أخطأت ، ماهجت
أسلم غفارا قط ، وأراد نصيب من الكميت أن يكون شبه بشيء واقع معروف ، وهذا كما
يقال : كأن مناقضة فلان وفلان مناقضة جرير والفرزدق ، فيكون هذا الكلام صحيحا ،
ولو قيل : كأن مناقضتها مناقضة الأحوص وعمر ابن أبي ربيعة ، لم يكن ذلك التشبيه
صحيحا ، إذ كان المشبه به لم يقع ، وعلى هذا أكره قول علقمة بن عبدة :
كأن إبريقهم
ظبي على شرف
|
|
مفدم بسبا
الكتان ملثوم
|
على أن يكون
مفدم من صفة الظبي ، لأن الظبي لا يكون مفدما بسبائب الكتان ملثوما ، فكأنّ
التشبيه وقع بما لا يشاهد ولا يعرف ، وإن كان المفدّم راجعا إلى الإبريق فذلك
صحيح.
وكذلك قول
الحكم ـ لعله عبد الرحمان بن الحكم ـ وليحقق :
كانت بنو
غالب لأمتّها
|
|
كالغيث في كل
ساعة يكف
|
فإن العادة لم
تجر بأنّ الغيث يكف في كل ساعة ، وإن كان هذا البيت يحتمل من
__________________