ونحو من ذلك أيضا إبدال بعضهم ألف
التأنيث في الوقف همزة ، وذلك ما حكاه سيبويه من قولهم في الوقف «هذه حبلأ» .
وقد أبدلوا أيضا الألف في الوقف ياء ، فقالوا
: هذه أفعي ، وحبلي».
قال الراجز :
إنّ لطيّ
نسوة تحت الغضي
|
|
يمنعهنّ الله
ممّن قد طغي
|
بالمشرفيّات
وطعن بالقني
|
قال سيبويه : «ومنهم من يبدلها أيضا في الوصل ياء ، فيقول : هذه
أفعي عظيمة». فكما أبدل حرف الإعراب في جميع هذه الأشياء ، ولم يدل انقلابه على
أنه ليس بحرف إعراب ، كذلك أيضا يجوز قلب الألف التي للتثنية ، ولا يدل ذلك على
أنها ليست بحرف إعراب. فهذا أحد وجهي الحجاج.
وأما الوجه
الآخر فإن في ذلك ضربا من الحكمة والبيان ، وذلك أنهم أرادوا بالقلب أن يعلموا أن
الاسم باق على إعرابه ، وأنه متمكن غير مبني ، فجعلوا القلب دليلا على تمكن الاسم
وأنه ليس بمبني بمنزلة «متى» و «إذا» و «أنّى» و «إيّا» مما هو مبني وفي آخره ألف.
فإن قلت : فإذا
كانت الألف في التثنية حرف إعراب ، فهلا بقيت في الأحوال الثلاث ألفا على صورة
واحدة ، كما أن ألف حبلى وسكرى ، حرف إعراب وهي باقية في الأحوال الثلاث على صورة
واحدة في نحو قولك : هذه حبلى ، ورأيت حبلى ، ومررت بحبلى.
__________________