ونحو ذلك. وكذلك التثنية والجمع على حدّها ؛ نحو الزيدان والعمرين والمحمدون ؛ ليس شيء من ذلك منصرفا (١) ولا غير منصرف ، معرفة كان أو نكرة ؛ من حيث كانت هذه الأسماء ليس مما ينوّن مثلها ، فإذا لم يوجد فيها التنوين كان ذهابه عنها أمارة لترك صرفها.
ومن ذلك بيت الكتاب :
*له زجل كأنّه صوت حاد (٢) *
فحذف الواو من قوله (كأنه) لا على حدّ الوقف ولا على حدّ الوصل. أما الوقف فيقضى بالسكون : (كأنه). وأمّا الوصل فيقضى بالمطل وتمكين الواو : (كأنهو) فقوله إذا (كأنه) منزلة بين الوصل والوقف.
وكذلك أيضا سواء قوله :
يا مرحباه بحمار ناجية |
|
إذا أتى قرّبته للسانيه (٣) |
فثبات الهاء فى (مرحباه) ليس على حدّ الوقف ، ولا على حدّ الوصل. أمّا الوقف فيؤذن (بأنها ساكنة : يا مرحباه. وأما الوصل فيؤذن بحذفها أصلا : يا مرحبا بحمار ناجية. فثباتها إذا فى الوصل متحركة منزلة بين المنزلتين.
وكذلك سواء قوله :
__________________
(١) هذا الضرب عند المتأخرين منصرف ؛ لأنه لم يشبه الفعل.
(٢) صدر البيت من الوافر ، وهو للشماخ فى ديوانه ص ١٥٥ ، والدرر ١ / ١٨١ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٣٧ ، والكتاب ١ / ٣٠ ، ولسان العرب (ها) ، وبلا نسبة فى الإنصاف ٢ / ٥٦١ ، والأشباه والنظائر ٢ / ٣٧٩ ، وخزانة الأدب ٢ / ٣٨٨ ، ٥ / ٢٧٠ ، ٢٧١ ، ولسان العرب (زجل) ، والمقتضب ١ / ٢٦٧ ، وهمع الهوامع ١ / ٥٩. وعجزه :
*إذا طلب الوسيقة أو زمير*
(٣) الرجز بلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢ / ٣٨٠ ، وخزانة الأدب ٢ / ٣٨٨ ، ١١ / ٤٦٠ ، والدرر ٦ / ٢٤٨ ، ورصف المبانى ص ٤٠٠ ، وشرح المفصل والمنصف ٣ / ١٤٢ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٥٧ ، وتهذيب اللغة ١٣ / ٧٦ ، وتاج العروس (سنى) ، ولسان العرب (سنا). ناجية : اسم صاحب الحمار. السانية : الدلو العظيمة.