أي : قويّ.
ومثله : [الطويل]
٦٠٨ ـ ولو لا سواد اللّيل ما آب عامر |
|
إلى جعفر سرباله لم يمزّق |
ويجوز جعل كنزه فاعل جاء وشجاع خبر مبتدأ محذوف ، والجملة في موضع الحال ، أي : جاء وهو شجاع أو صورته شجاع ، ولا يعد فيه لأنّ فيه حذف المبتدأ والواو ، إذ الاهتمام بهذه الواو أقلّ من الاهتمام بالفاء المقترنة بمبتدأ وقع جواب شرط ، وقد حذفا معا في قوله : [الكامل]
٦٠٩ ـ أأبيّ لا تبعد فليس بخالد |
|
حيّ ومن يصب الحمام بعيد |
أي : فهو بعيد ، فحذف الفاء وهي ألزم من الواو.
مسألة
فعل الأمر لا يعمل في غير ضمير المخاطب
قال ابن مالك : لا يصحّ في «قم أنت وزيد» الحكم بعطف زيد على فاعل قم لأنّ العامل فيه هو العامل في المعطوف عليه ، وقم ونحوه من أفعال الأمر لا يعمل في غير ضمير المخاطب ، فيحمل ما وقع من ذلك على أنّ «زيد» مرفوع بفعل دلّ عليه «قم» أي قم أنت وليقم زيد ، وعليه يحمل قوله تعالى : (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) [البقرة : ٣٥] ، وإليه أشار سيبويه بقوله : يقال دخلوا أوّلهم وآخرهم ، ولا يقال : ادخلوا أوّلكم وآخركم لأنّ «ادخل» لا يصحّ إسناده إلى أولكم وآخركم ، وذكر أنّ عيسى بن عمر أجاز ذلك ، وهو نظير (٣) : [الطويل]
ليبك يزيد ضارع [لخصومة |
|
ومختبط مما تطيح الطّوائح] |
يعني أنّ أوّلكم وآخركم مرفوع بفعل مضمر دلّ عليه ادخلوا كما أنّ ضارعا مرفوع بفعل دل عليه ليبك.
__________________
٦٠٨ ـ الشاهد لسلامة بن جعفر في ديوانه (ص ١٧٦) ، والأصمعيات (ص ١٣٥) ، ولسان العرب (جنن) ، والمقاصد النحوية (٣ / ٢١٠) ، وبلا نسبة في شرح الأشموني (١ / ٢٥٨).
٦٠٩ ـ الشاهد لعبد الله بن عنمة في خزانة الأدب (٩ / ٤٢) ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي (ص ١٠٤١).
(١) مرّ الشاهد رقم (٢١٦).