كشف الغمّة عن (الصّمّة)
لمؤلّفه شيخنا الإمام جلال الدّين السّيوطي
بسم الله الرحمن الرحيم
سأل سائل عن (الصّمّة) في : «أبي جهم بن الحارث بن الصّمّة (١)» : هل يقرأ مجرورا بالكسرة أو بالفتحة ، وذكر أنّه قرأه بالكسرة فردّه عليه رادّ وقال : إنّما يقرأ بالفتح لأنّه غير منصرف. فقال له : الألف واللّام توجب جرّ غير المنصرف بالكسرة.
فقال له : ليست هي هذه إنّما هي من نفس الكلمة وليست (ال) المعرّفة.
والجواب : أنّه يقرأ بالكسرة ، لا يجوز إلّا ذلك ؛ وبيان ذلك بمسائل :
الأولى : قال النّحاة : يجب جرّ غير المنصرف بالكسرة إذا دخلته «ال» ، سواء كانت معرّفة كقوله تعالى : (وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ) [البقرة : ١٨٧] ، أو موصولة كالأعمى والأصمّ ، أو للّمح كالنّعمان ، أو زائدة كقول الشاعر : [الطويل]
٧٧٧ ـ رأيت الوليد بن اليزيد مباركا |
|
[شديدا بأعباء الخلافة كاهله] |
الثانية : قال النّحاة : العلم إمّا مرتجل وإمّا منقول ، والمنقول إمّا من اسم عين كأسد وثور وذئب ونعمان ، وإمّا من مصدر كفضل وزيد وسعد ، وإمّا من صفة اسم فاعل كحارث وطالب ، أو اسم مفعول منصور ومسعود ، أو صفة مشبّهة كحسن وسعيد ، أو صيغة مبالغة كعبّاس. فإن لمح فيه الأصل دخلته الأداة ، وإن لم يلمح لم تدخل. قال في الألفيّة : [الرجز]
وبعض الأعلام عليه دخلا |
|
للمح ما قد كان عنه نقلا |
كالفضل والحارث والنّعمان |
|
فذكر ذا وحذفه سيّان (٣) |
__________________
(١) يشير إلى الشاعر دريد بن الصّمة.
٧٧٧ ـ الشاهد لابن ميادة في ديوانه (ص ١٩٢) ، وخزانة الأدب (٢ / ٢٢٦) ، والدرر (١ / ٨٧) ، وسرّ صناعة الإعراب (٢ / ٤٥١) ، وشرح شواهد الشافية (ص ١٢) ، وشرح شواهد المغني (١ / ١٦٤) ، ولسان العرب (زيد) ، والمقاصد النحوية (١ / ٢١٨) ، ولجرير في لسان العرب (وسع) ، وليس في ديوانه ، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب (١ / ٣٢٢) ، والإنصاف (١ / ٣١٧) ، وأوضح المسالك (١ / ٧٣) ، وخزانة الأدب (٧ / ٢٤٧) ، وشرح الأشموني (١ / ٨٥) ، وشرح التصريح (١ / ١٥٣) ، وشرح شافية ابن الحاجب (١ / ٣٦) ، وشرح قطر الندى (ص ٥٣) ، ومغني اللبيب (١ / ٥٢) ، وهمع الهوامع (١ / ٢٤).
(٢) انظر شرح الألفية لابن الناظم (ص ٢٩) ، شرح الألفية لابن عقيل (١ / ١٨٣).