٧٦١ ـ وهم النّاس فالحياة بهم سو |
|
ق فمن غابن ومن مغبون |
وأما الأجوبة :
فقال : اللهمّ ألهم الصّواب.
أما السؤال الأوّل : فالظاهر أنّه سقط شيء ، وهو : (ردّ) من : (زعم ابن مالك) ، لأنّ هذه الآية تردّ على ابن مالك.
والجواب : أنّ الردّ بذلك مقبول ، فإنّ الأصل : فطفق يمسح مسحا ، فحذف (يمسح) ، وهو عامل المؤكّد. وهذا الزّعم ذكره الشيخ جمال الدين بن مالك في (الكافية الشّافية) (٢) و (الألفيّة) ، وردّه عليه ابنه الشيخ بدر الدّين في (شرح الألفيّة) بما يوقف عليه من كلامه وقد قال الشيخ أبو حيّان هنا في تفسيره : «طفق : من أفعال المقاربة للشّروع في الفعل ، وحذف خبرها لدلالة المصدر عليه ، أي فطفق يمسح مسحا» (٣) انتهى. وقد أعرب الزمخشري قوله تعالى : (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ كِتابَ اللهِ عَلَيْكُمْ) [النساء : ٢٤] مصدرا مؤكّدا فقال : ««كتاب الله» مصدر مؤكّد ، أي : كتب الله ذلك عليكم كتابا» (٤). وقال (٥) الشيخ أبو حيّان : ««كتاب الله عليكم» : انتصب بإضمار فعل ، وهو مصدر مؤكّد لمضمون الجملة السابقة من قوله : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ) [النساء : ٢٣] وكأنّه قيل : كتب الله عليكم تحريم ذلك كتابا وما ذهب إليه الكسائي من أنّه يجوز تقديم المفعول في باب الإغراء بالظّرف والمجرور مستدلّا بهذه الآية ، إذ تقدير ذلك عنده : عليكم كتاب الله ، أي : الزموا كتاب الله ، فلا يتمّ دليله لاحتمال أن يكون مصدرا كما ذكرناه».
وأمّا السؤال الثاني : فقال الشيخ أبو حيّان في سورة الأحقاف : «وانتصب (عارضا) على الحال من المفعول ، وقال ابن عطيّة : ويحتمل أن يعود على الشيء المرئيّ الطالع عليهم الذي فسّره قوله (عارضا).
وقال (٦) الزمخشري : «فلمّا رأوه في الضّمير وجهان : أحدهما : أن يرجع إلى ما
__________________
٧٦١ ـ انظر لزوم مالا يلزم للمعري (٢ / ٥٧٦).
(١) الكافية الشافية : هي منظومة طويلة لابن مالك في النحو والصرف عدد أبياتها (٢٧٥٧) بيتا.
(٢) انظر البحر المحيط (٧ / ٣٩٧).
(٣) انظر الكشاف (١ / ٥١٨).
(٤) انظر البحر المحيط (٣ / ٢١٤).
(٥) انظر الكشاف (٣ / ٥٢٤).