تصغير الإرزبة : كيف تصغّران الإرزبّة وتجمعانها جمع التكسير؟ فإن قالا : (أريزبّة) و (أرازبّ) بالتشديد ، قلت : هذا وهم إنّما ينبغي أن يقال : (أريزبة) و (أرازب) بالتخفيف ، فإن قالا : كيف قالوا (علابيّ) فشدّدوا كما قال القريعيّ : [الطويل]
٧٠٨ ـ وذي فخوات طامح الطّرف جاذبت |
|
حبالي فلوّى من علابيّه مدّي |
قلت : ليست الياء كغيرها من الحروف فإنّما وإن لحقها التشديد ففيها عنصر من اللّين فإن قالا : أليس قد زعم (١) صاحبكم عمرو بن عثمان المعروف بسيبويه أنّ الياء إذا شدّدت ذهب منها اللّين وأجاز في القوافي طيّا (٢) مع ظبي. قلت : وقد زعم ذلك إلّا أنّ السّماع عن العرب لم يأت فيه نحو ما قال إلّا أن يكون نادرا قليلا فإذا عجبت ممّا قالاه أظهرا لي تهاونا بما يعلمه بنو آدم ، وقالا : لو جمع ما علمه أهل الأرض على اختلاف اللّغات والأزمنة ما بلغ علم واحد من الملائكة يعدّونه فيهم ليس بعالم فأسبّح الله وأمجّده.
الجدث أو الجدف : وأقول : قد صارت لي بكما وسيلة فوسّعا لي في الجدث إن شئتما بالثّاء وإن شئتما بالفاء ، فإنّ إحداهما تبدل من الأخرى كما قالوا : مغاثير ومغافير ، وأثافي وأفافي وفوم وثوم ، وكيف تقرآن رحمكما الله هذه الآية : (وَفُومِها وَعَدَسِها) [البقرة : ٦١] ، أبالثّاء كما في مصحف عبد الله بن مسعود أم بالفاء كما في قراءة النّاس؟ وما الذي تختاران في تفسير الفوم أهو الحنطة كما قال أبو محجن : [الكامل]
٧٠٩ ـ قد كنت أحسبني كأغنى واجد |
|
قدم المدينة من زراعة فوم |
أم الثوم الذي له رائحة كريهة؟ وإلى ذلك ذهب الفرّاء وجاء في الشّعر الفصيح قال الفرزدق : [البسيط]
٧١٠ ـ من كلّ أغبر كالرّاقود حجزته |
|
إذا تعشّى عتيق التّمر والثّوم |
الريم بمعنى القبر : فيقولان أو أحدهما : إنّك لمنهدم الجول ، وإنّما يوسّع لك
__________________
(١) انظر الكتاب (٤ / ٥٨١).
(٢) في الكتاب (٤ / ٥٨١) ليّا.
٧٠٩ ـ البيت ليس في ديوانه ، ونسب إليه في المحتسب (١ / ٨٨) ، واللسان (فوم) ، والدرر (١ / ١٣٨).
٧١٠ ـ الشاهد للفرزدق في ديوانه (٢ / ١٨٦).