٣٥٦ ـ للبس عباءة وتقرّ عينى |
|
[أحبّ إليّ من لبس الشّفوف] |
جرت (أن) وصلتها في ذلك مجرى المصدر الملفوظ به.
وما الّذي إعرابه مختلف |
|
من غير أن تختلف المعاني؟ |
يعني مثل قولك : زيد حسن الوجه ، برفع الوجه أو بنصب أو بجرّ ، والمعنى واحد ، والشأن في الإعراب اختلاف المعاني باختلاف الإعراب.
وما الّذي الوصف به من أصله |
|
وذاك منه ليس في الإمكان؟ |
يعني مثل قولك : أقائم أخواك؟ وأمسافر غلاماك؟ أو إخوتك أو غلمانك ، فهذا الوصف رافع لما بعده بالفاعليّة ، ولا يمكن في هذا الموضع جريه على موصوف ، وإن كان ذلك هو الأصل فيه ، لأنّك إذا ثنّيت الموصوف أو جمعته فالوصف مفرد ، وإن أفردته فالمراد اثنان أو جماعة لا واحد ، وإنّما هذا الوصف هنا كالفعل في حكم اللفظ وفي المعنى.
وما الّذي فيه لدى إعرابه |
|
وقبل ذاك يستوي اللفظان؟ |
يعني أنّ من المعربات ما يستوي لفظه بعد التركيب وجريان الإعراب فيه ، وقبل ذلك. والشأن في لفظ الإعراب أبدا اختصاصه بحالة التركيب ، لأنه أثر العوامل وذلك مثل الفتى والعصا ويخشى. فالنحاة يقولون في هذا الباب كله : تحركت الواو بحركة الإعراب ، وانفتح ما قبلها فسكنت وانقلبت ألفا. ويقال كذلك : اللفظ قبل التركيب مع أنّ حركة الإعراب مفقودة إذ ذاك بفقد عاملها ، فقد كان قياس الصناعة يقتضي أن يقال قبل التركيب : الفتي والعصو ويخشي ويرضي بياء أو واو ساكنة في الآخر ، كما تقول قبل التركيب : رجل وزيد. لكن خرج هذا عندهم خرج الاستعارة بحالة التركيب ومراعاة المآل في اللفظ ، ولأن من العرب من يقول في : يوجل وييأس ياجل وياءس فالتزموا ذلك هنا لما ذكر.
وما اللّذان يعملان دولة |
|
والعاملان فيه معمولان؟ |
__________________
٣٥٦ ـ الشاهد لميسون بنت بحدل في خزانة الأدب (٨ / ٥٠٣) ، والدرر (٤ / ٩٠) ، وسرّ صناعة الإعراب (١ / ٢٧٣) ، وشرح التصريح (٢ / ٢٤٤) ، وشرح شواهد الإيضاح (ص ٢٥٠) ، وشرح شواهد المغني (٢ / ٦٥٣) ، ولسان العرب (مسن) ، والمحتسب (١ / ٣٢٦) ، ومغني اللبيب (١ / ٢٦٧) ، والمقاصد النحوية (٤ / ٣٩٧) ، وبلا نسبة في الكتاب (٣ / ٤٨) ، وأوضح المسالك (٤ / ١٩٢) ، والجنى الداني (ص ١٥٧) ، وخزانة الأدب (٨ / ٥٢٣) ، والردّ على النحاة (ص ١٢٨) ، ورصف المباني (ص ٤٢٣) ، وشرح الأشموني (٣ / ٥٧١) ، وشرح ابن عقيل (ص ٥٧٦).