ولقد رأيت الأمس خيلك كالقطا |
|
وعلى فوارسهن برد مذهب |
فأمثلة الخليل (مضى الأمس) (بالرفع) ، (ورأيت الأمس) (بالنصب) تشير إلى إعرابها في هذه الحالة ، وما قاله الخليل كان عليه معظم النحاة (١).
ف (أمس) تبنى مع التعريف بدون أل ، إذا أريد بها اليوم الذي قبل يوم التكلم ، وتعرب إذا أريد بها التنكير ، ذلك البناء بشرط ألا تقترن بها (أل) أو تجمع أو تضاف أو تصغّر (٢).
ويضيف الخليل شرطا آخر ورد في الكتاب وهو ألا يسمّى بها (٣) ويظهر ذلك من النص التالي :
يقول سيبويه (٤) : «وسألته (أي الخليل) عن (أمس) اسم رجل؟ فقال مصروف ؛ لأن (أمس) ليس هنا على الحدّ (٥) ولكنه لما كثر في كلامهم وكان من الظروف تركوه على حال واحدة ، كما فعلوا ذلك ب (أين) ، وكسروه كما كسروا (غاق) إذ كانت الحركة تدخله لغير إعراب ، كما أن حركة (غاق) لغير إعراب ، فإذا صار اسما لرجل انصرف ؛ لأنك قد نقلته إلى غير ذلك الموضع ، كما أنك إذا سمّيت ب (غاق) صرفته ومن الواضح الذي لا شك فيه أن كلام الخليل صريح في أن كسرة (أمس) إنما هي «حركة تدخله لغير إعراب».
وناقل الكلام عن الخليل سيبويه نفسه الذي قال في موضع آخر من الكتاب (٦) «وزعم الخليل أن قولهم : لاه أبوك و (لقيته أمس) ، إنما هو على :
(لله أبوك) ، و (لقيته بالأمس) ، ولكنهم حذفوا الجار والألف واللام تخفيفا على اللسان». ويبدو أن سيبويه فهم من كلام أستاذه واحدا من المعنيين التاليين :
__________________
(١) لكاتب هذه السطور حديث طويل عن (أمس) في كتاب التعريف والتنكير في النحو العربي من ص ١٧٥ إلى ص ١٨٣.
(٢) حاشية الصبان ١ / ٦٣ ، شرح الأشموني ٣ / ٢٦٧.
(٣) الكتاب ٣ / ٢٨٣.
(٤) الكتاب ٣ / ٢٨٣.
(٥) أي في الدلالة على معين من الأيام.
(٦) الكتاب ٢ / ١٦٢ ، ١٦٣.