وقال : [الوافر]
٥٢ ـ جلاها الصّيقلون فأخلصوها |
|
خفافا كلّها يتقي بأثر |
وأنشد أبو الحسن : [الطويل]
تق الله فينا والكتاب الذي نتلو (٢)
ومنه قولهم أيضا : تجه يتجه ، والأصل : اتجه يتجه ، ووزن (تجه) تعل ، كتقى سواء أنشد أبو زيد : [الوافر]
٥٣ ـ قصرت له القبيلة إذ تجهنا |
|
ومما ضاقت بشدّته ذراعي |
فأما ما رواه أبو زيد من قولهم : تجه يتجه فهذا من لفظ آخر وفاؤه تاء ، وأما قولهم : اتخذت ، فليست تاؤه بدلا من شيء بل هي فاء أصلية بمنزلة اتبعت من تبع ، يدلّ على ذلك ما أنشده الأصمعي من قوله : [الطويل]
٥٤ ـ وقد تخذت رجلي إلى جنب غرزها |
|
نسيفا كأفحوص القطاة المطرّق |
وعليه قوله تعالى : (لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً) [الكهف : ٧٧]. وذهب أبو إسحاق إلى أن اتخذت كاتقيت واتزنت ، وأن الهمزة أجريت في ذلك مجرى الواو وهذا ضعيف ، إنما جاء منه شيء شاذّ ، وأنشد ابن الأعرابي : [البسيط]
٥٥ ـ في دارة تقسم الأزواد بينهم |
|
كأنّما أهله منها الّذي اتّهلا |
وروى لنا أبو علي عن أبي الحسن علي بن سليمان : متّمن وأنشد :
٥٦ ـ بيض أتمّن
والذي يقطع على أبي إسحاق قول الله تعالى : (لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً) فكما أن تجه ليس من لفظ الوجه ، كذلك ليس تخذ من لفظ الأخذ ، وعذر من قال : اتّمن واتّهل من الأهل أن لفظ هذا إذا لم يدغم يصير إلى صورة ما أصله حرف لين ،
__________________
٥٢ ـ الشاهد لخفّاف بن ندبة في لسان العرب (أثر) ، وبلا نسبة في إصلاح المنطق (ص ٢٣) ، والخصائص (٢ / ٢٨٦).
(١) مرّ الشاهد رقم (١٠).
٥٣ ـ الشاهد لمرداس بن حصين في لسان العرب (ذرع) ، و (قبل) ، وتاج العروس (درع) ، و (قبل) ، و (وجه) ، ولمدرك بن حصين في لسان العرب (وجه).
٥٤ ـ الشاهد للممّزق العبدي واسمه شأس بن نهار في الأصمعيات (ص ١٨٩) ، وأنشده الجاحظ في الحيوان (٢ / ٢٨٩) ، ومجالس العلماء (٣٣٣) ، ولسان العرب (نسف) ، و (طرّق).
٥٥ ـ الشاهد في لسان العرب (أهل).