(وَلا تُصَعِّرْ) : لا تحل وجهك تكبرا ، قال أبو عبيدة : وأصل الصعر داء يصيب البصير ويلتوي عنقه ، ولما كان ذلك قد يكون لغرض من الأغراض التي لا تدوم أشار الى المقصود به بقوله للناس بلام العلة أي لا تفعل ذلك لأجل الإمالة عنهم. وفي المصباح : الصعر بفتحتين ميل في العنق وانقلاب في الوجه الى أحد الشدقين وربما كان الإنسان أصعر خلقة أو صعره غيره بشيء يصيبه وهو مصدر من باب تعب وصعر خدّه بالتثقيل وصاعره أماله عن الناس إعراضا وتكبرا» وفي الأساس : «في عنقه وخده صعر : ميل من الكبر ، يقال :لأقيمنّ صعرك ، ويقول : في عينه صور ، وفي خده صعر ، وهو أصعر ، وصعّر خده وصاعره ولا تصاعر خدك وفلان متصاعر وقد تصاعر ، قال حسان :
ألسنا نذود المعلمين لدى الوغى |
|
ذيادا يسلّي نخوة المتصاعر |
والنعام صعر خلقة والإبل تصاعر في البرى وفي الحديث :«يأتي على الناس زمان ليس فيهم إلا أصعر أو أبتر».
وللصاد مع العين فاء وعينا للكلمة خاصة الصلف والاستعلاء يقال أمر صعب وخطة صعبة وعقبة صعبة وهي من العقاب الصعاب ووقع في خطط صعاب ولا يخفى ما في ذلك من الصلف والاستعلاء وأصعب الجمل لم يركب ولم يمسسه حبل فهو مصعب ومن مجاز هذه المادة : فلان مصعب من المصاعب كما تقول قرم من القروم ويقال صعد السطح وصعد الى السطح وصعد في السلم وفي السماء وتصعد وتصاعد وصعّد في الجبل وطال في الأرض تصويبي وتصعيدي