٢ ـ مجيء المصدر حالا :
جاءت مصادر تعرب أحوالا بكثرة في النكرات كطلع زيد بغتة وجاء ركضا وقتلته صبرا وهو أن تحبسه حيا ثم يرمى حتى يقتل وذلك كله على كثرته مؤول بالوصف فيؤول بغتة بوصف من باغت لأنها بمعنى مفاجأة أي مباغتا ويؤول ركضا بوصف الفاعل من ركض أي راكضا ويؤول صبرا بوصف المفعول من صبر أي مصبورا محبوسا ومع كثرة وروده قال سيبويه : لا ينقاس مطلقا وقاسه بعضهم بما يمكن الرجوع اليه في المطولات.
ونعود الى بغتة فقد أكد بعضهم أنه يجوز جعلها مفعولا مطلقا وكذلك القول في الأمثلة المتقدمة إذ هي نوع من عاملها فهي كرجع القهقرى.
ويتحصل مما ذكره النحاة أن المصدر المنصوب فيه أقوال ثلاثة :
١ ـ مذهب سيبويه ان المصدر هو الحال وهو الأصل.
٢ ـ مذهب المبرد والأخفش انه مفعول مطلق غير منصوب بالعامل قبله وانما هو منصوب بالعامل المحذوف من لفظه وذلك المحذوف هو الحال وهو قول جميل كما ترى.
٣ ـ مذهب الكوفيين انه مفعول مطلق منصوب بالعامل قبله وليس في موضع الحال.