عليه اختصاصا منظورا فيه إلى الحقيقة والواقع بألا يتعداه إلى غيره أصلا.
انظر إلى
المثالين الأخيرين تجد القصر فى أولهما من باب قصر الصفة على الموصوف وفى ثانيهما
من باب قصر الموصوف على الصفة ، وإذا تدبرت المقصور فى كل منهما وجدته مختصّا
بالمقصور عليه بالإضافة (أى بالنسبة) إلى شىء معين ، لا إلى جميع ما عداه ، فإن
المتكلم فى المثال الأول يقصد أن يقصر صفة الجود على علىّ بالنسبة إلى شخص آخر
معين كخالد مثلا ، وليس من قصده أن هذه الصفة لا توجد فى غير علىّ من جميع أفراد
الإنسان ، فإن الواقع خلاف ذلك. وكذلك الحال فى المثال الثانى ، ولذلك يسمى القصر
فى المثالين قصرا إضافيا ، وكذلك كل قصر يكون التخصيص فيه بالإضافة إلى شىء آخر.
القاعدة :
(٦٢) ينقسم
القصر باعتبار الحقيقة والواقع قسمين :
(ا) حقيقىّ وهو أن يختصّ المقصور بالمقصور عليه بحسب الحقيقة
والواقع بألّا يتعدّاه إلى غيره أصلا.
(ب) إضافىّ وهو ما كان الاختصاص فيه بحسب الإضافة إلى شىء معيّن .
__________________