ومن أمثلة ذلك
قول المتنبى لكافور الإخشيدى فى أول قصيدة مدحه بها :
كفى بك داء
أن ترى الموت شافيا
|
|
وحسب المنايا
أن يكنّ أمانيا
|
وقوله فى مدحه
:
وما طربى
لمّا رأيتك بدعة
|
|
لقد كنت أرجو
أن أراك فأطرب
|
قال الواحدىّ : هذا البيت يشبه الاستهزاء فإنه يقول : طربت عند رؤيتك
كما يطرب الإنسان لرؤية المضحكات. قال ابن جنّى : لما قرأت على أبى الطيب هذا البيت قلت له : ما زدت
على أن جعلت الرجل قردا ، فضحك. ونرى أن المتنبى كان يغلى صدره حقدا على كافور
وعلى الأيام التى ألجأته إلى مدحه ؛ فكانت تفر من لسانه كلمات لا يستطيع احتباسها
وقديما زلّ الشعراء لمعنى أو كلمة نفّرت سامعيهم ، فأخرجت كلامهم عن حد البلاغة ،
فقد حكوا أن أبا النجم دخل على هشام ابن عبد الملك وأنشده :
صفراء قد
كادت ولمّا تفعل
|
|
كأنّها فى
الأفق عين الأحول
|
__________________