يتفق
لخاتم الأنبياء ، ولبعض (١) الأوصياء كان عارفاً بالكائنات كما كانت وتكون (٢).
نعم
(٣) مع ذلك ربما يوحى إليه حكم من الأحكام تارة يكون ظاهراً في الاستمرار والدوام
، مع أنه في الواقع له غاية وأمد
______________________________________________________
على ما هي عليها ، فيطلع على المشروط وشرطه ، والمقيد وقيده ، ويكون عارفاً
بالكائنات من ماضيها وحالها ومستقبلها.
(١) المراد به
الأئمة الاثنا عشر عليهم صلوات الله الملك الأكبر.
(٢) في الحال
والمستقبل ، وقوله : «كانت» أي : كما كانت الكائنات الماضية.
(٣) يعني : نعم
مع علمه بالواقعيات ـ على ما هي عليه ـ لا مانع من أن يوحى إليه حكم يكون ظاهراً
في الاستمرار مع كونه موقتاً واقعاً يعين أمده بخطاب آخر ، فالغرض من قوله : «نعم
مع ذلك» أنه مع العلم بالواقعيات يمكن أن يكون مصلحة في وحي حكم يكون بحسب الدليل
ظاهراً في الاستمرار مع كونه موقتاً بوقت يعينه بعد ذلك بخطاب آخر ، كما أنه قد
تكون المصلحة في أن يوحى إليه بحكم يكون ظاهراً في الجد مع عدم كونه كذلك ، بل
لمجرد الابتلاء والاختبار.
كما أنه قد
تكون المصلحة في الأمر وحياً أو إلهاماً بالأخبار بوقوع عذاب أو غيره من الأمور
التكوينية مع عدم وقوعه في الخارج ، ثم يظهر ما أمر نبيه أو وليه بعدم إظهاره أولا
، ويبدي ما خفي ثانياً ، ويسمى إظهار ما خفي بداء. ولا ضير في ذلك أصلا ، من غير
فرق في ذلك بين تعلق إظهار ما خفي بالتشريع والتكوين ، فالبداء مطلقاً سواء كان في
التشريعيات أم التكوينيات هو إظهار ما خفي.