(ونحو "لا يَسَّمَّعُونَ) : إِلَى الْمَلَإِ" (١) الأعلى الواقعة
(بعد وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ)(٢) : خارج عن الطاعة فجملة لا يسمعون لا محل لها لأنها مستأنفة استئنافا نحويا لا استئنافا بيانيا (٣) وهو ما كان جوابا لسؤال مقدر لأنه لو قيل لأى شئ تحفظه من الشياطين فأجيب بأنهم لا يسمعون لم يستقم فتعين أن يكون كلاما منقطعا عما قبله
(وليست) : جملة لا يسمعون
(صفة) : ثانية
(للنكرة) : وهو شيطان
(ولا حال منها) : أى من النكرة
(مقدرة) : فى المستقبل
(لوصفها) : أى النكرة بمارد وهو علة لتسويغ مجئ الحال من النكرة وسيأتى أن الجملة الواقعة بعد نكرة موصوفة تحتمل الوصفية والحالية وإنما امتنع الوصف والحال هنا (لفساد المعنى) : أما على تقدير الصفة فإنه لا معنى للحفظ من شيطان لا يسّمّع وأما على تقدير الحال المقدرة فلأن الذى يقدر معنى الحال هو صاحبها والشياطين لا يقدرون عدم السماع ولا يريدونه قاله المصنف فى المغنى (٤)
(وتقول) : فى استئناف الجملتين بالإصطلاحين
(ما لقيته مذيومان فهذا التركيب) : كلام
(تضمن جملتين مستأنفتين) : إحداهما جملة
__________________
(١) يتحدث عن دور الوقف ووظيفة النطق فى الجانب الدلالى والنحوى وهذا يدخل تحت ما يعرف بالمسرح اللغوى انظر فى ذلك كتابنا ظواهر قرآنية وكتابنا فى علم اللغة التاريخى.
(٢) سورة الصافات آية ٨.
(٣) سورة الصافات آية ٧.
(٤) الاستئناف النحوى هو الذى فصل فيه القول هنا وأما الاستئناف البيانى فيوضحه بأنه ما كان جوابا لسؤال وهو فى الواقع يدخل ضمن مسرح اللغة عند تحليل الحدث اللغوى وإذا كان اللغويون المحدثون يحللون اللغة على مستويات فهذا ما نراه بين أيدى علمائنا ولنتابع بقية ما جاء فى شرح الشيخ خالد.
(٥) الدراسة الدلالية قمة الدراسة اللغوية وهدفها وهنا تظهر أهمية هذه المقولة فى هذا التحليل النحوى لهذا القول القرآنى الكريم.