أما عن شبه الجملة وهو الظرف والجار والمجرور بالنظر لمتعلقه المتعدى به فقد كانت دراساتهم وتحليلاتهم تنبعث عن نظرة تحليلية من خلال التعليق وتأثير وحدات اللغة بعضها فى بعض داخل التراكيب وذلك على النحو الآتى (١) :
شبه الجملة بالنظر لمتعلقه المتعدى به :
١ ـ فعل. سلمت أمام المسجد. على زيد. سلمت فعل وفاعل ، وأمام المسجد ظرف ومضاف إليه ، وعلى زيد جار ومجرور وهو والظرف قبله متعلقان بسلم. التعلق بالنسبة للجار والمجرور بالفعل أو شبهه هو تعدى المجرور وصيرورته فى المعنى مفعولا به أى أن زيدا صار مسلما عليه وقس على ذلك.
٢ ـ مصدر. تسليمى أمام المسجد. على زيد أفرحه.
تسليمى مبتدأ ومضاف إليه. وخيره جملة أفرحة من الفعل والفاعل والمفعول ، وكل من الظرف والجار والمجرور متعلق بتسليم. اجتمع تعلق الجار والمجرور بفعل ومصدر فى قول ابن دريد «واشتعل المبيض فى مسوده مثل اشتعال النار فى جزل الغضا».
٣ ـ اسم المصدر. سلامى أمام المسجد. على زيد أفرحه.
إعرابه كإعراب ما قبله. ومنه قوله تعالى : («سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ».)
٤ ـ اسم الفعل. شتان بين بلادها وبلادى. واها لسلمى.
شتان اسم فعل ماض والفاعل محذوف للعلم به تقديره الأمر وبين : طرف. وبلاد:مضاف إليه. والهاء مضاف إلى بلاد. وبلادى : معطوف على بلاد. ومضاف إلى الياء وواها: اسم فعل مضارع والفاعل مستتر.
ولسلمى : جار ومجرور متعلق باسم الفعل كما أن بين متعلق بشتان. سلمى مجرور باللام بفتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف لما فيه من العلمية والتأنيث.
__________________
(١) انظر رفاعة الطهطاوى تلميذ حسن العطار فى كتابه التحفة المكتبية تحقيقنا ونشر دار المعارف.