عنها (١).
وفي التعليق على صحيح مسلم (٢) : قوله : وصدراً من خلافة معاوية ، قد أغرب في وصف معاوية بالخلافة بعد ما وصف الخلفاء الثلاثة بالإمارة ، وأسقط رابعهم من البين مع أنّ الخلافة الكاملة خصيصتهم ، وعبارة البخاري : إنّ ابن عمر رضى الله عنه كان يكري مزارعه على عهد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وصدراً من إمارة معاوية ، وكان معاوية كما ذكره القسطلاني (٣) في باب صوم عاشوراء يقول : أنا أوّل الملوك. وقال المناوي في شرح حديث الجامع الصغير (٤) : الخلافة بالمدينة والملك بالشام ، وهذا من معجزاته ـ صلى الله تعالى عليه وسلّم ـ فقد كان كما أخبر ، وقال ـ في شرح حديثه : الخلافة بعدي في أمتي ثلاثون سنة ـ : قالوا : لم يكن في الثلاثين إلاّ الخلفاء الأربعة وأيّام الحسن (ثم ملك بعد ذلك) لأنّ اسم الخلافة إنّما هو لمن صدّق هذا الاسم بعمله للسنّة ، والمخالفون ملوك وإنّما تسمّوا بالخلفاء. انتهى.
ولابن حجر حول الحديث كلمة أسلفناها في (ص ٢٤) من هذا الجزء.
قال الأميني : ألا تعجب من ابن خليفة شبّ ونما وترعرع وشاخ في عاصمة الدين ، في محيط وحي الله ، في دار النبوّة والرسالة ، في مدرسة الإسلام الكبرى ، بين ناشئة الصحابة وفي حجور مشيختهم ، بين أُمّة عالمة استقى العالم من نمير علمهم ،
__________________
(١) صحيح البخاري : ٤ / ٤٧ [٢ / ٨٢٥ ح ٢٢١٨] ، صحيح مسلم : ٥ / ٢١ [٣ / ٣٦٢ ح ١٠٩ كتاب البيوع] ، سنن النسائي : ٧ / ٤٦ ، ٤٧ [٣ / ١٠٢ ح ٤٦٤٠ ، ٤٦٤١] ، مسند أحمد : ٢ / ٦ [٢ / ٦٧ ح ٤٤٩٠] ، سنن ابن ماجة : ٢ / ٨٧ [٢ / ٨٢٠ ح ٢٤٥٣] ، سنن أبي داود : ٢ / ٩١ [٣ / ٢٥٩ ح ٣٣٩٤] ، سنن البيهقي : ٦ / ١٣٠ واللفظ لمسلم. (المؤلف)
(٢) راجع صحيح مسلم : ٥ / ٢٢ [٣ / ٣٦٢ ح ١٠٩ كتاب البيوع] من طبع محمد علي صبيح وأولاده. (المؤلف)
(٣) ارشاد الساري : ٤ / ٦٤٨ ح ٢٠٠٣.
(٤) فيض القدير : ٣ / ٥٠٩ ح ٤١٤٧.