بمحذوف حال (وَكانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ) عطف على «استحفظوا» ، والواو اسم كان ، وعليه متعلقان بشهداء ، وشهداء خبر كانوا (فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ) الفاء الفصيحة ، أي : إذا عرفتم هذا فلا تخشوا الناس ، ولا ناهية ، وتخشوا فعل مضارع مجزوم بلا الناهية ، والواو فاعل ، والناس مفعول به ، واخشون الواو عاطفة ، واخشون فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو فاعل ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم المحذوفة مفعول به (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً) عطف على ما تقدم ، ولا ناهية ، وتشتروا فعل مضارع مجزوم بلا ، وبآياتي متعلقان بتشتروا ، والباء داخلة على المتروك كما تقرر ، وثمنا مفعول به ، وقليلا صفة (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) الواو استئنافية ليكون الحكم عاما ، فكل من ارتشى وحكم بغير حكم الله فقد كفر ، ومن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ ، ولم حرف نفي وقلب وجزم ، ويحكم فعل مضارع مجزوم بلم ، وهو فعل الشرط ، وبما متعلقان بيحكم ، وجملة أنزل الله صلة الموصول ، فأولئك الفاء رابطة لجواب الشرط ، واسم الإشارة مبتدأ ، وهم مبتدأ ثان ، والكافرون خبر ، والجملة الاسمية خبر اسم الاشارة ، والجملة المقترنة بالفاء في محل جزم جواب الشرط وفعل الشرط وجوابه خبر «من».
البلاغة :
في هذه الآية فن من فنون البلاغة دقيق المسلك ، قلّ من يتفطن اليه لأنه عميق الدلالة ، لا يسبر غوره إلا الملهمون الذين أشرقت نفوسهم بضياء اليقين والإلهام ، ولم يبوّب له أحد من علماء البلاغة من قبل ولكنه مندرج في سلك الإطناب من علم المعاني ، وذلك في