(خبرا) نحو «زيد قام» لالتباس المبتدأ بالفاعل (١) فإن رفع ضميرا بارزا جاز التقديم (٢) نحو «قاما الزّيدان» ، و «أسرّ النّجوي الّذين ظلموا (٣)» الانبياء ـ ٣. كذا قيل ، واعترضه والدي في حاشيته على شرح ابن النّاظم بأنّ الألف (٤) تحذف لالتقاء السّاكنين فيقع اللّبس بالفاعل.
(او قصد استعماله) أي الخبر (منحصرا) يعني محصورا فيه كـ «إنّما زيد شاعر» و «ما زيد إلّا شاعر» أي ليس غيره (٥) فلا يجوز التّقديم لئلّا يتوهّم عكس المقصود وشذّ : (٦)
[فيا ربّ هل إلّا بك النّصر يرتجى |
|
عليهم] وهل إلّا عليك المعوّل |
وإن لم يوهم عكس المقصود (أو كان) الخبر (مسندا لذى) أي لمبتدأ فيه (لام ابتدا) نحو «لزيد قائم» فلا يجوز التّقديم لأنّ لها صدر الكلام ولو تركه (٧) لفهم ممّا بعده (أو) كان مسندا لمبتدأ (لازم الصّدر) بنفسه أو بسبب (كمن لى منجدا) وفتى
__________________
(١) إذا تأخر المبتدا.
(٢) لعدم الالتباس يكون الفاعل وهو الضمير البارز مشخّصا معلوما فيعلم أن الاسم الظاهر مبتدا وليس بفاعل.
(٣) تقدم الخبر وهو فعل أعني (اسروا) على المبتدا وهو (الذى) لرفع الفعل ضمير الجمع البارز.
(٤) أي : ألف التثنية في قاما عند التلفظ لعدم الفرق بين قولنا قام الزيدان وق أما الزيدان في اللفظ وإن اختلفا في الكتابة.
(٥) أي : ليس زيد غير الشاعر بمعنى أنه لا عمل له غير الشعر فإذا قدم الخبر وقيل أنما شاعر زيد أو قيل ما شاعر إلّا زيد توهم عكس المقصود أي توهم أن الشاعر منحصر في زيد ولا يوجد شاعر غير زيد والحال أن القائل لا يريد ذلك.
(٦) أي : تقدم الخبر المحصور فيه على المبتدا وإن كان المقصود معلوما لوقوع المحصور فيه بعد إلّا.
(٧) أي : المسند لذي لام ابتدا لفهم مما بعده وهو قوله لازم الصدر لأن المبتداء الذي عليه لام الابتداء لازم الصدر وقد بين المصنف حكمه في البيت الآتي ويمكن الفرق بينهما بأنّ مراده هناك لزوم الصدر بنفسه لا بحرف.