(إن يستطل وصل) أي يوجد طويلا نحو : (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ)(١) أي الّذي هو في السّماء إله (وإن لم يستطل) الوصل (فالحذف) للعائد (نزر) أي قليل كقوله :
من يعن بالحمد لا ينطق بما سفه |
|
[ولا يحد عن سبيل الحلم والكرم] |
أي بما هو سفه.
(وأبوا) أي إمتنع النّحاة من تجويز (أن يختزل) أي يقطع العائد أي يحذف (إن صلح الباقي (٢) لوصل مكمل) كأن يكون (٣) جملة أو ظرفا أو مجرورا تامّا. لأنّه لا يعلم أحذف شيء منه أم لا.
(والحذف عندهم (٤) كثير منجلي في عائد متّصل إن انتصب) وكان ذلك النصب (بفعل) تامّا كان أو ناقصا (أو وصف) غير صلة الألف واللّام فالمنصوب بالفعل (كمن ترجو) أي تأمل للهبة (يهب) أي ترجوه وكقوله :
[فأطعمته من لحمها وسنامها] |
|
شواءا وخير الخير ما كان عاجله |
أي ما كانه عاجله ـ كذا قال المصنف خلافا لقوم (٥) والمنصوب بالوصف ليس
__________________
(١) الزخرف ، الآية : ٨٤.
(٢) يعني أن شرط جواز حذف العائد في غير أي عدم صلاحية الباقي من الصلة بعد حذف العائد بالنظر إلى المعني ومساس نقص وحاجة لتدل الحاجة إلى وجود محذوف هناك فيكون الاحتياج قرينة على المحذوف واما إذا كان الباقي صالحة لكونها صلة فلا يجوز حذفه لعدم دليل على المحذوف.
(٣) بيان لما إذا كان الباقي صالحا لأن يكون صلة فالجملة نحو جاء الذي يكرمني ، والظرف نحو جاء الّذي عندي ، والمجرور نحو جاء الّذي في الدار.
(٤) أي : عند النحاة حذف العائد منجل ومعروف إذا كان العائد ضميرا منصوبا متصلا بفعل تام أو ناقص أو متصلا بوصف.
(٥) في الفعل الناقص فمنعوه فيه وعليه فالعائد في مثال خير الخير هو اسم كان المستتر وهو ضمير مرفوع يعود إلى الموصول وعاجله منصوب خبرا له.