(وبعد كلّ ما اقتضى تعجّبا) (١) سواء كان بصيغة ما أفعله أو أفعل به أم لا (ميز) ناصبا (كأكرم بأبي بكر أبا) و «لله درّه فارسا» و «حسبك بزيد رجلا» و «كفى به عالما» و
[بانت لتحزننا عفّارة] |
|
يا جارتا ما أنت جارة |
واجرر بمن إن شئت غير ذي العدد |
|
والفاعل المعني كطب نفسا تفد |
(واجرر بمن) التّبعيضيّة (إن شئت) كلّ تمييز (غير) [أربعة أشياء] التّمييز (٢) (ذي العدد) أي المفسّر له كما تقدّم (٣) (و) التّمييز (الفاعل) في (المعنى) إن كان محوّلا عن الفاعل صناعة (٤) (كطب نفسا تفد) (٥) أو عن مضاف نحو «زيد أكثر مالا» والمحوّل عن المفعول نحو «غرست الأرض شجرا».
__________________
(١) يعني انصب التميز بعد كل ما أفاد تعجّبا سواء كان الصيغتين المعهودتين للتعجّب أم غيرهما من مدح أو ذم وما شاكلهما والأمثلة الأربعة التي يمثّل بها الشارح كلها للمدح فأن الأول مراد القائل به أنه أحسن فارس ، والثاني أن زيدا أكمل رجل ، والثالث أنه أحسن عالم والرابع أي الشعر أن جارته أحسن جارة وما في ما أنت جارة للتعجّب.
(٢) أي : منها التميز ذي العدد أي المفسر للعدد.
(٣) في قول الشارح (العدد كأحد عشر كوكبا ولا يجوز جرّ تميزه).
(٤) أي : الفاعل الاصطلاحي النحوي ، وحاصل مراده أن التميز الفاعل في المعني على ثلاثة أقسام : فقد يكون حالته السابقة فاعلا اصطلاحيّا كطبت نفسا فنفسا كان في الأصل فاعلا ، فأن أصله طاب نفسك.
وقد يكون مضافا في الأصل ، نحو زيد أكثر مالا فمالا تميز فعلا ومضاف قبلا ، إذ الأصل كثر مال زيد وهو فاعل في المعنى ، لأنه كما تري فاعل كثير.
وقد يكون التميز الفاعل في المعني مفعولا سابق نحو سابقا نحو غرست الأرض شجرا فشجرا تميز فعلا ومفعول سابقا إذا الأصل غرست شجر الأرض وهو فاعل في المعني لنبت المقدر ، لأن الشجر المغروس نابت.
(٥) بضم التاء مجهول تفيد مجزوم جوابا للأمر ، أي اجرر والمعني إن تجرر تعطي الفائدة.