متعلق باشتمل و (المهمات) جمع مهمة مضاف إليه قال الشاطبي وهو على حذف الموصوف والتقدير على معظم المسائل المهمات اه وجملة (اشتمل) بمعنى احتوى نعت نظما. (أحصى) فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه يعود إلى نظما و (من الكافية) متعلق بأحصى و (الخلاصة) مفعول أحصى وجملة أحصى وما بعده نعت ثان لنظما و (كما) الكاف جارة وما مصدرية وجملة (اقتضى) صلة ما و (غنى) مفعول اقتضى و (بلا خصاصة) متعلق بمغنى وتقدير البيتين والذي عنيت بجمعه قد كمل نظما مشتملا على جل المسائل المهمات محصيا الخلاصة من الكافية كاقتضائه غنى بغير خصاصة. وخلاصة الشيء ما صفا منه وتخلص عن الشوائب والخلاصة والنقاوة يرجعان إلى شيء واحد والخصاصة ضد الغنى (فأحمد الله) الفاء للسببية كما قاله الشاطبي وما بعدها فعل وفاعل ومفعول و (مصليا) حال من فاعل أحمد وتحقيق الكلام فيه مر في صدر الخطبة و (على محمد) متعلق بمصليا و (خير نبي) قال الشاطبي والمكودي بدل من محمد زاد الشاطبي ولا يكون عطف بيان لأن عطف البيان يشترط فيه موافقة المعطوف عليه في التعريف والتنكير وخير نبي نكرة ومعنى خير نبي الأنبياء لكن وضع الاسم المفرد النكرة موضع الجمع المعرف اختصارا اه وجملة (أرسلا) بالبناء للمفعول في موضع النعت لنبي. (وآله) معطوف على محمد (الغر) جمع أغر نعت أول لآله و (الكرام) جمع كريم نعت ثان لآله و (البررة) جمع بار نعت ثالث لآله (وصحبه) معطوف على آله قال الشاطبي وهو اسم جمع صاحب وليس بجمع له على القياس على مذهب سيبويه والجمهور ومثله راكب وركب اه و (المنتخبين) بفتح الخاء المعجمة جمع منتخب بمعنى المختار نعت لصحبه و (الخيرة) بكسر الخاء المعجمة وفتح الياء المثناة تحت على وزن العنبة اسم المصدر من قولك اختاره الله قاله الجوهري ونقل المكودي عن الزبيدي أنه صرح بأنه مصدر ثم قال فعلى ما قال الزبيدي يكون نعتا للمنتخبين لأن المصدر يوصف به المفرد والمثنى والمجموع وقد جاء الإخبار به عن المفرد كقولهم محمد صلىاللهعليهوسلم خيرة الله من خلقه وخيرة الله أيضا بالتسكين اه وقال الشاطبي بعد أن نقل أنه اسم مصدر ويحتمل أن يضبط هنا بفتح الخاء على أنه جمع خير فقد حكى الفراء قوم خيرة بررة اه ولعله مثل بررة وعلى كل تقدير فالخيرة نعت ثان لصحبه لا للمنتخبين خلافا للمكودي. وهذا آخر أما أردنا جمعه في هذا المختصر والحمد لله رب العالمين على إتمامه.
قال المؤلف : ووافق الفراغ منه يوم الاثنين المبارك السابع والعشرين من شهر رمضان المعظم قدره وحرمته سنة ست وثمانين وثمانمائة.
قال مؤلفه أيضا : ومن أعجب ما وقع لي أنني حين فرغت من مسودته قارن ذلك أذان المؤذن لصلاة الظهر فرجوت أن يكون مقبولا عند الله تعالى وما علي من إعراض الحاسدين عنه في حال حياتي فسيتلقونه بالقبول إن شاء الله تعالى بعد وفاتي كما قال بعضهم :
ترى الفتى ينكر فضل الفتى |
|
لؤما وخبثا فإذا ما ذهب |
لج به الحرص على نكتة |
|
يكتبها عنه بماء الذهب |
والحمد لله الذي هدانا لهذا الإعراب. وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله الملك الوهاب. وصلّى الله على سيد الأحباب. وعلى آله السادة الأنجاب. صلاة وسلاما دائمين إلى يوم المآب.
______________________________________________________
واجب لأنه يتبادر إلى الأذهان من اللغو الباطل وكلام الله منزه عن ذلك (وفي هذا القدر) الذي ذكره المصنف (كفاية لمن تأمله) فإن التأمل أصل في إدراك الأمور كلها فلذلك حث على التأمل في ختم الكتاب كما في افتتاحه حيث قال تقتفي بمتأملها جادة الصواب (والله الموفقّ والهادي إلى سبيل الخيرات بمنه وكرمه) أسأل الله التوفيق والهداية إلى طريق الخير بمنه وكرمه كما فعل أول الكتاب حيث قال ومن الله أستمد التوفيق والهداية إلى أقوم طريق بمنه وكرمه فختم كتابه بما ابتدأ به وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.