الشجرة
بالمجيء والرّواح. إلى غير ذلك من المعاجز والكرامات التي ظهرت على يديه ، وهذا أمير المؤمنين وبقية الأئمة عليهمالسلام فإنّ لهم من الكرامات الكثيرة التي تواترت عنهم عليهمالسلام فهذه القدرات هبةُ الله لهم حيث أطاعوه
حقّ طاعته.
ولكنّ هذه القدرات لا
تستخدم في كل آن ، بل تستخدم في طاعته وفي سبيله على حسب المقدرات الإلٰهية.
فلم يستخدمها
الأنبياء لجبر الإنسان على الطاعة مع مقدرتهم على ذلك بلا شك ، بل يجرون اُمورهم في الغالب على وفق الأسباب الطبيعية ، ويتحمّلون في سبيل ذلك الألوان من العذاب والظلم.
فانظر إلى نوح فقد
بقي السنوات الطويلة في سبيل إطاعة الله عزّ وجل وتحقيق الهدف الإلٰهي ، وهكذا جميع الأنبياء.
وانظر إلى ما أصاب
النبيَّ محمّداً صلىاللهعليهوآله من أوّل الدعوة إلى آخرها ، وكم تحمّل من المصائب فهذا الذي يشير إلى القمر بسبابته فيشقّه إلى شقين ، لم يستعمل هذه القدرة في حربه مع المشركين حتّى كسرت رباعيته وجرح بجروح كثيرة وتحمّل ما تحمّل في سبيل الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
ولاحظ أمير المؤمنين عليهالسلام ومقدار صبره على الظلم ، فهذا البطل العظيم يرى زوجته تُضرَب ولم يحرّك ساكناً ، ولما أرادت الزهراء عليهاالسلام ان تدعو على القوم خيّم العذاب على أهل المدينة إلّا انّ الإمام علياً عليهالسلام أرسل إليها مَن يهدّئها ويقول لها : بُعث أبوك رحمة فلا تكوني عليهم نقمة.
ولا يخرج عن هذا
القانون الإمام الحسن عليهالسلام فهو القادر على أن يشير إلى جيش معاوية ليمحوهم من صفحة الوجود ومع ذلك لم يحرك ساكناً .
فالإمام الحسن مع
قدرته صبَر ، وهذه هي العظمة في جميع الأئمة عليهمالسلام ، فقد صبروا في طاعة الله حتى ذاقوا جميع ألوان العذاب ، فما منهم إلّا مقتول أو